تمكن مختصون في جراحة الأعصاب من زرع منشط في النخاع الشوكي لثلاثة مرضى مصابين بالشلل النصفي، كلهم تمكنوا من الوقوف بعد العملية وتعلموا السير أيضا، وكذلك السباحة وركوب الدراجة الهوائية.
ديفيد مزيه، رياضي ومدرس للتربية الرياضية، تعرض في 2010 لحادث أثناء القفز، ما جعله يصاب بالشلل النصفي، والآن تمكن من المشي، بفضل زرع أقطاب كهربائية له.
تجارب كثيرة أجريت من خلال التنشيط الكهربائي، حاول من خلالها الأطباء تحفيز الأطراف السفلية للمصابين بالشلل النصفي. أولى تباشير النجاح ظهرت في عام 2018، على يد فريق طبي من مشفى روكستر في مينيسوتا الأمريكية.
حينها كان على المريض أن يتدرب بشكل مكثف لعام كامل، وبمساعدة معالجين فيزيائيين، إلى أن تمكن منالسير على قدميه ولمسافة 100 متر. استخدم الأطباء أقطاب كهربائية للتحفيز (إلكترودات) ترسل نبضات كهربائية، كانت تستعمل أساسا لتسكين الآلام.
أقطاب كهربائية أكثر تطورا وطريقة جديدة
ومنذ ذلك الحين تطورت التقنية بشكل كبير، من خلال الأبحاث المكثفة التي أجريت. جراحا الأعصاب في مشفى في لوزان السويسرية، جوسلين بلوخ وغريغور كورتين وزملاؤهما في مشفى مايو، سبق وأن أحرزوا في نفس الفترة تقريبا تقدما مشابها.
الباحثون السويسريون طوروا التقنية، وذلك من خلال تطوير أقطاب كهربائية أطول وأعرض، خصيصا لمرضى الشلل النصفي. ما يسهّل لهم الوصول إلى مزيد من العضلات بفضل هذه التكنولوجيا الجديدة.
ديفيد مزيه، رياضي ومدرس للتربية الرياضية، تعرض في 2010 لحادث أثناء القفز، ما جعله يصاب بالشلل النصفي، والآن تمكن من المشي، بفضل زرع أقطاب كهربائية له.
مزيه واحد من ثلاثة مرضى حصلوا على هذه العملية من الأطباء في لوزان. وإن كان مزيه قد تعرض لشلل نصفي جزئي، حيث بقي لديه بعض الشعور في الساقين، إلا أن المريضين الآخرين هما مشلولان كليا في النصف السفلي من الجسم.
وبعد العملية بساعات تمكن الثلاثة من الوقوف والمشي لبضعة أمتار، كما يقول الأطباء من الجامعة التقنية في لوزان، في بحثهم المنشور في دورية "Nature" التخصصية.
المريض الآخر هو الإيطالي روكاتي، والذي أصبح بفضل الشريحة قادراً على الشرب من دون الحاجة إلى الجلوس، وقادرا على الاستحمام واقفاً. وأصبح روكاتي والمريضان الآخران المشاركان في التجربة، قادرين علىصعود السلالم وممارسة السباحة.
ويعتمد تحسّن الحالة على التحفيز الكهربائي الذي يُشغّل عبر جهاز كمبيوتر يحمله المريض وينشّط نمطاً من النبضات. ويستطيع حالياً اثنان من المرضى تنشيط عضلاتهما بشكل طفيف من دون اللجوء إلى نبضات كهربائية.
وتأمل بلوخ في أن تُعتمد هذه التكنولوجيا لدى أشخاص أصيبوا بشلل جراء حوادث حصلت حديثاً. وتقول "نعتقد جميعاً أنّ الزرع سيكون له تأثير أكبر في حال حصل باكراً".
وتُعدّ الشريحة هذه مناسبة حتى الآن فقط لمن يعانون من إصابة فوق الجزء السفلي من النخاع الشوكي الصدري، وهو الجزء الممتد من قاعدة العنق حتى البطن، بسبب الحاجة إلى وجود ستة سنتيمترات من النخاع الشوكي تعمل بصورة طبيعية.
ويخطط العلماء لاستخدامها قريباً لدى من يعانون من حالة متقدمة من مرض باركسنون. وأشار الفريق إلى الحاجة لإجراء بحوث إضافية كثيرة قبل أن تصبح الشريحة متاحة خارج الدراسات السريرية، لافتين إلى أنّهم يتلقون يومياً خمس رسائل من مرضى يطلبون منهم المساعدة.
(DW)