الكثير من العبارات المتداولة في المجتمع، خصوصاً في أماكن العمل تعظّم من شأن الحرمان من النوم، وكأن الإرهاق وسام شرف، ويتوقع من الشخص العمل على مدار الساعة في العديد من المشاريع والصناعات.
إلا أن الدراسات أظهرت مراراً وتكراراً أن عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم يؤثر سلباً على الإنسان، بما في ذلك بنية الذاكرة.
وتبين أن الأطباء تحت التدريب الذين يعملون لساعات زائدة، يكونون أكثر عرضة لخطر التسبب بإصابة لمرضاهم أو لأنفسهم.
كما أن أحد علماء نفس النوم في كلية الطب بجامعة تكساس اكتشف أن فقدان ما يعادل ليلة نوم واحدة، يجعل الإنسان في وضع شبيه بحالة سكر، تصل فيها نسبة الكحول في الدم إلى 0,1، وبالتالي يكون ممنوعاً من قيادة السيارة قانونياً.
وفي مقال كتبه أليكس كافولاكوس ونقله موقع "تايم"، قال إنه اعتاد على التصرف وكأن الحياة لا تنتظر، وعلى العمل بدون توقف لسنوات عديدة، وكان يعتبر نفسه محظوظاً إذا حصل على خمس أو ست ساعات نوم في معظم الليالي، وأحياناً أقل من ذلك، وكان السبب في هذا أنه يريد الوصول إلى مزيد من الإنتاجية.
لكنه تعلم أنه كان طوال تلك الفترة يعمل وهو في حالة ثمالة، وأوضح أنه غيّر عادات نومه كلياً خلال السنة الماضية، ومنذ أن فعل ذلك، شعر بتحسن لم يعرفه سابقاً، فلم يصبح أكثر تيقظاً فحسب، وإنما أكثر إنتاجية، وأفضل ما في الأمر بالنسبة له أنه لمس تحسناً في عمله.
وأوضح أن بلغ قناعته الكبرى في هذا الأمر عندما عاد من شهر عسل استمر لأسبوعين السنة الماضية، ولاحظ الفرق عما كان عليه قبل ذلك، من حيث حدة التركيز والوضوح ووظائف الدماغ، ما فتح عينيه على حقيقة أن النوم ليس ترفاً، وإنما هو أداة للإنتاجية.
معتبراً أن أخذ قيلولة عند مواجهة مشكلة، لا يعني أن المرء نام على مشكلته، بل العكس هو يعمل على حلها في ذلك الوقت.