تزداد فرص الإصابة بالبرد والإنفلونزا وكوفيد-19 في فصل الشتاء، ومع ارتفاع الحالات هذه الأيام، خاصة مع انتشار متحور "أوميكرون" يتساءل البعض عن كيفية التفريق بين هذه الأمراض الثلاثة خاصة أنها جميعا تتشارك بعض الأعراض.
وغالبا ما تؤدي الأمراض المشار إليها إلى ظهور أعراض مثل الحمى والتعب وآلام الجسم والتهاب الحلق وضيق التنفس والقيء والإسهال، وفقا لـ"مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، التابعة لوزارة الصحة الأميركية.
وتقول الدكتورة سارا كومبس، طبيبة في مستشفى الأطفال الوطني في الولايات المتحدة، لشبكة "سي أن أن"، إن الطريقة المثلى لتحديد المرض هي إجراء اختبار وبدونه "سيكون الصعب حقا التمييز في الوقت الحالي".
وأورد موقع قناة WFLA التابعة لشبكة "أن بي سي" قائمة بالأعراض الشائعة لهذه الأمراض وهي، نزلات البرد: التهاب الحلق، والسعال، والاحتقان، وسيلان أو انسداد الأنف. وتتميز نزلات البرد عموما بظهور الأعراض بشكل بطيء.
أما أعراض الإنفلونزا الشائعة فهي الحمى، والشعور بالتعب، والسعال، والصداع، وسيلان/ انسداد الأنف، وآلام الجسم، مع ظهور الأعراض بسرعة.
والأعراض الشائعة لكوفيد-19 هي الصداع، والحمى، والتهاب الحلق، وآلام الجسم، وفقدان حاستي التذوق والشم.
ويقول الدكتور عبد السيد، عالم الأوبئة والمدير التنفيذي السابق لإدارة الصحة في مدينة ديترويت بولاية ميشغيان، لـ"سي أن أن" إنه يمكن تمييز عدوى كوفيد-19 بعرضين هامين هما الصداع والسعال الجاف.
ويشير إلى أن فقدان حاستي التذوق والشم اللتين كانتا أكبر علامة على الإصابة بكوفيد-19 لا تزالان علامة هامة لكن بدرجة أقل الآن.
متى ينبغي طلب الرعاية الطبية؟
يقول الطبيب إنه في حال الشعور بألم شديد في الصدر، مع سعال جاف يزداد سوءا، يجب طلب العناية الطبية.
ونصح قائلا: "إذا بدأت تشعر بأي من الأعراض السابقة، فيجدر بك أن تسأل: هل أصيب شخص ما اتصلت به بكوفيد؟". وقال إنه في هذه الحالة ينبغي العزل وإجراء اختبار سريع.
وتقول "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" إن الأشخاص المصابين بكوفيد-19 وليس لديهم أعراض، هناك احتمال أن الفيروس لم يتطور بعد، لذلك ستكون النتائج سلبية في البداية، لذلك من الأفضل الانتظار خمسة أيام بعد التعرض للعدوى قبل إجراء الفحص.
ويلفت السيد إلى أن الحصول على نتيجة اختبار سلبية لا يعني أن الشخص غير مصاب، كما سبقت الإشارة، وفي هذه الحالة يجب إجراء اختبار آخر بعد الاختبار السلبي الأول في غضون 12 إلى 24 ساعة، وإذا حصلت على نتيجتين سلبيتين "فيمكنك أن تكون أكثر ثقة بأنك غير مصاب".
ويشير إلى أنه سواء كان الشخص مصابا بنزلة برد أو كوفيد، من الأفضل أن يعزل نفسه عن الآخرين، وهو أمر أكثر أهمية الآن مع انتشار "أوميكرون".
هذا الأمر أكده أيضا طبيب الباطنة، إيان كاهانا، الذي تحدث لقناة WFLA، قائلا": إذا كنت تشتبه في إصابتك بكورونا، ولا تستطيع الثقة في الاختبار المنزلي، يجب عليك إجراء اختبارين أو ثلاثة أو زيارة طبيب لإجراء اختبار مناسب لك".
وقال عالم الأوبئة، مايكل درينون، من إدارة الصحة بولاية فلوريدا إنه من المهم معرفة سبب المرض لاسيما مع الانتشار السريع لـ"أوميكرون" شديد العدوى.
ويقول إن هذه الأمراض قد تختلف درجة شدتها بحسب الشخص المصاب، لذلك إذا كانت الأعراض شديدة، وهناك صعوبة في التنفس، وآلام شديدة في الجسم، وحمى شديدة لا يمكن السيطرة عليها "فإن من الأفضل طلب الرعاية الطبية".