رُصدت الإصابات الأولى بالمتحور الجديد من فيروس كورونا، أوميكرون، في المملكة المتحدة.
وكان المتحور الجديد قد كشف عنه لأول مرة قبل أيام في جنوب أفريقيا، وأعرب العلماء عن قلقهم إزاء السمات الجينية التي تحملها هذه النسخة الجديدة من كورونا.
ما الفحوص التي تستخدم للتعرف على أوميكرون؟
تُستخدم عيّنات البي سي آر، التي تُرسل إلى المعامل للتحليل، في تحديد ما إذا كان أصحاب هذه العينات مصابين بفيروس كورونا من عدمه.
وعلى حسب المعمل الذي تُرسل إليه العينات، يمكن للباحثين معرفة ما إذا كانت العدوى ناتجة عن الإصابة بالمتحور دلتا أو بالمتحور أوميكرون، أو بأي من سلالات كورونا الأخرى.
"تسلسل الجينوم"
يجب أن ترسل نتائج فحوص بي سي آر إلى معمل مزوّد بتقنية تحليل الجينات، عبر استخدام تكنيك معروف باسم "تسلسل الجينوم" أو التسلسل الجيني للفيروس. وهذه الطريقة أكدت أن أشخاصا قد أصيبوا بعدوى المتحوّر الأخير في المملكة المتحدة على سبيل المثال.
ويعدّ هذا التحليل المعملي للمادة الجينية للفيروس أساسًا لاكتشاف السلالات الفيروسية، والتعرف على الآلية التي تنتشر بها تلك السلالات.
وأغلب الظن أن هناك حالات عديدة في المملكة المتحدة مصابة نتيجة المتحوّر الجديد، لكنها لم تُكتشف بعد، لأن عملية الاكتشاف هذه تستغرق أسبوعين.
ولا تزال النسخة الأكثر شيوعا من فيروس كورونا هي دلتا، والمسؤولة عن نحو 40 ألف إصابة جديدة يوميا في المملكة المتحدة.
لا يمكن لفحوص التدفق الأفقي أو الفحوص السريعة للمناعة، التي يمكن إجراؤها في المنزل، أن تكشف عن نوع السلالة المتسببة في العدوى - لكن كثيرين لا يزالون يعتقدون أن هذه الفحوص قادرة على تحديد ما إذا كان الشخص مصابا من عدمه، حتى مع أوميكرون.
ما الفرق بين أوميكرون والسلالات الأخرى من كورونا؟
تحتوي سلالة أوميكرون على المزيد من التحوّرات المتباينة التي لم تجمع بينها سلالة من قبل.
وتتركز معظم هذه التحورات في البروتين الشوكي المغلِّف للفيروس. وتستهدف معظم اللقاحات هذا البروتين، ومن هنا مبعث القلق.
وفي الفحوص المعيارية، يُستدَلّ على أوميكرون بـ "فقدان الجين S" (بخلاف سلالة دلتا في معظم حالات العدوى المتسببة فيها)، وهو ما يعطي إشارة على أن السبب في العدوى هو المتحوّر الجديد.
لكن ليس كل "فقدان للجين S" يعني بالضرورة أوميكرون؛ إذْ لابد من الوقوف على التسلسل الجيني بالكامل حتى يتم التأكد.
ما الدور الذي يلعبه تسلسل الجينوم؟
بنظرة عن كثب للمادة الجينية المتوفرة، يمكن للباحثين تأكيد ما إذا كان السلالة المسببة للعدوى هي أوميكرون أو سلالة دلتا المنتشرة بالفعل.
وقرابة 20 في المئة من العينات التي ثبتت إصابة أصحابها بالفيروس في المملكة المتحدة أسبوعيًا، أو نحو 60 ألف حالة، تُرسَل للمعامل للوقوف على التسلسل الجينومي.
وتعطي هذه العملية معلومات عن العينات التي تخضع للتحليل - لكن عبر هذه النتائج، يستطيع العلماء تقدير نسبة الإصابات التي تسببت فيها السلالة الجديدة من الفيروس.
وتأتي المملكة المتحدة وجنوب أفريقيا في طليعة الدول التي تستخدم هذه التقنية، وهذا هو السبب في أن أكثر ما تُكتشف السلالة الجديدة في هذين البلدين. ولا يعني ذلك بالضرورة أن هذه السلالة قد نشأت في أي منهما.
ماذا نعرف عن أوميكرون؟
لا يُعرف غير القليل جدا عن سلوك هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا، ولا عن مدى خطورتها.
على سبيل المثال، ليس واضحًا ما إذا كان متحور أوميكرون ينتشر بسهولة أكثر من غيره، وما إذا كان يترك المصابين أكثر اعتلالاً، وما إذا كانت الوقاية التي توفرها اللقاحات تتراجع أمامه أكثر من غيره من السلالات.
لكن من الناحية النظرية، يبدو متحور أوميكرون مقلقًا بدرجة أكبر، ولهذا تتحرك الحكومات بوتيرة أسرع.
ما أعراض أوميكرون؟
حتى الآن، في جنوب أفريقيا، معظم المصابين من الشباب، وعادة ما تكون الأعراض أخفّ في حالة الشباب.
ويرجح البعض أن يتسبب أوميكرون في أعراض مختلفة قليلا عن متحور دلتا - الذي يسبب الصداع، والألم، مع عدم فقدان التذوق أو الشمّ - لكن لا يزال من السابق لأوانه البتّ في هذا الصدد.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنه لا يوجد أي دليل على أن الأعراض الناجمة عن أوميكرون تختلف عن غيره من سلالات فيروس كورونا.
ومعنى ذلك أن السعال، والحمى، وفقدان التذوق أو الشم لا تزال تمثل الأعراض الثلاثة الرئيسية التي يشار إليها.
وتستقبل مستشفيات في جنوب أفريقيا مزيدا من الشباب عليهم أعراض أكثر خطورة - لكن العديد منهم لم يتلق لقاحا ضد كورونا، أو بالكاد تلقى جرعة واحدة.
ويوحي ذلك بأن الحصول على جرعتين وأخرى معزِّزة من اللقاح يعدّ طريقة جيدة للحماية من العدوى الناجمة عن السلالة الجديدة، أو غيرها، من سلالات فيروس كورونا.
(بي بي سي)