توصلت دراسة جديدة إلى وسيلة قد تحد بشكل كبير من تدهور البصر مع تقدم الإنسان في السن.
باحثون في بريطانيا وجدوا خلال دراسة أجروها بمساعدة متطوعين، ونشرها موقع Gizmodo الأمريكي، الأحد 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن التحديق لثلاث دقائق في ضوء أحمر مرة واحدة في الأسبوع قد يحد من تدهور بصرنا مع تقدمنا في السن.
حيث وجد الباحثون أن المتطوعين الذين تعرضوا لضوء أحمر في الصباح مرة واحدة في الأسبوع كان أداؤهم أفضل في اختبارات تمييز الألوان.
تعتبر هذه النتائج هي أحدث نتائج تشير إلى أن الضوء الأحمر قد يكون علاجاً رخيصاً وبسيطاً لتدهور قدرة البصر المرتبطة بالعمر على تمييز الألوان.
وأُجريت الدراسة على 24 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 34 و70 عاماً، وجميعهم يتمتعون ببصر سليم.
معظم من تلقّوا هذا العلاج تلقوه في الصباح، وبعضهم تلقاه أيضاً في فترة الظهيرة، في إطار تجربة لاحقة، وأدى البعض الآخر دور مجموعة القياس والمقارنة. وقُيمت النتائج بناءً على رؤيتهم للألوان، واختبارات تمييز تباين الألوان، بعد مرور أسبوع.
وبشكل عام، تحسنت الرؤية لدى من تلقوا العلاج في الصباح بنسبة 17% في تمييز الألوان في المتوسط، حتى بعد أسبوع. أما من تلقوا العلاج في فترة الظهيرة فلم يتحسن أداؤهم على الإطلاق، وهذا على الأرجح يعود إلى التغيرات في الطريقة التي تتفاعل بها الميتوكوندريا مع الضوء على مدار اليوم، وهذا ما وثقه البحث السابق للفريق، وقد نُشرت نتائج الدراسة الجديدة في مجلة Scientific Reports.
لكن النتائج الواعدة التي توصل إليها الفريق لا تزال مستندة إلى عينات محدودة من المتطوعين الأصحاء. ومن الضروري توسيع نطاق التجارب لتأكيد أي فوائد للعلاج بالضوء الأحمر.
ويعترف القائمون على الدراسة بأن العديد من الأسئلة لا تزال بحاجة إلى إجابة. على سبيل المثال كانت استجابة بعض المتطوعين للعلاج أكبر من استجابة غيرهم، حتى بين من ينتمون للفئة العمرية نفسها، وهو ما يشير إلى وجود بعض عوامل أخرى فريدة تحدد مدى نجاح العلاج لأي فرد.
يقول جيفري في بيان كلية لندن الجامعية: "في المستقبل القريب قد نتمكن من إجراء التعرض للضوء الأحمر العميق لمدة ثلاث دقائق أسبوعياً أثناء إعداد القهوة، أو أثناء التنقل والاستماع إلى تسجيل صوتي، وهذه الإضافة البسيطة قد تغير العناية بالعيون والرؤية حول العالم".
وقد سبق أن نشر باحثون من كلية لندن الجامعية، العام الماضي، نتائج تجربة محدودة على البشر للعلاج بالضوء الأحمر، حيث طُلب من متطوعين أصحاء التحديق في "مصباح" ضوء أحمر بعينهم المهيمنة لمدة ثلاث دقائق كل يوم لمدة أسبوعين.
ووجدت الاختبارات التي أُجريت بعد ذلك أن أداء الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً تحسَّن في اختبارات قياس مدى قدرتهم على تمييز الألوان، وهي وظيفة الخلايا المخروطية في شبكية العين.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة غلين جيفري لموقع Gizmodo حينها إن هذه النتائج تثبت مبدأ نظريتهم.
بحسب الدراسات، فإن الميتوكوندريا هي الجزء المسؤول في الخلية عن إنتاج معظم طاقتها، ولكن مع تقدمنا في العمر تنهار الميتوكوندريا في شبكية العين بشكل أسرع منه في أي مكان آخر، ويُعتقد أن هذا يساهم في تدهور شبكية العين، وخاصة الخلايا المخروطية، والتراجع التدريجي في قدرتنا على رؤية الألوان.
يقول جيفري: "ومع ذلك، تمتص الميتوكوندريا بعض أشكال الضوء، ومنها الضوء الأحمر القوي، وهذا يعيد شحن البطارية، ويحسن وظيفة الخلية، وهذه الآلية تعمل بشكل جيد في شبكية العين لأنها تضم الكثير من الميتوكوندريا. ومن ثم نستخدمها لتحسين الرؤية".
(عربي بوست)