كانت تتطلع إلى الاستقرار والزواج، وقال لها آرون إنه يبحث عن الشيء نفسه، تواصلوا بشكل مكثف وأخذت الأحاديث تطول، وبدأت العلاقة تتطور بوتيرة سريعة.
لم يخطر ببال صوفيا أنها ستجد نفسها لاحقاً بلا شريك وستكون مديونة بملغ 300 ألف جنيه إسترليني، بعد أن أعطت هذه النقود لرجل اعتقدت أنه سيكون شريك حياتها.
كانت تتحدث إلى شبكة بي بي سي آسيا، وتقول إنها كانت ضحية لما أسمته "الاحتيال الرومانسي"، وناشدت تطبيقات المواعدة اتخاذ المزيد من الخطوات والإجراءات الاحترازية لمنع حدوث أشياء كتلك التي حدثت لها لأشخاص آخرين.
وثائق عقارية مزورة
بدأت صوفيا والرجل الذي اعتقدت أنه شريكها، في الحديث عن شراء منزل معا، من دون أن تلتقيه على أرض الواقع مطلقا.
وعندما تسترجع صوفيا ما حدث معها تشعر بمرارة شديدة لأنه قد انطلت عليها "كمية من الأكاذيب" حول ما سيكون عليه مستقبلها.
وتقول إنه قدم لها وثائق قرض عقاري مزورة، ورسائل بريد إلكتروني ادعى أنها مراسلات بينه وبين محامين. كان يبيعها حلما، وكانت صوفيا تشتري هذا الوهم والحلم بكل معنى الكلمة.
أرسلت صوفيا إلى آرون مبالغ ضخمة من المال طلبها كجزء من خططهم المستقبلية لشراء منزل.
تقول صوفيا "لقد حصلت على الآلاف عبر قروض إضافة إلى مدخراتي بالكامل، والتي تساوي حوالي 60 ألف جنيه إسترليني ثم اقترضت الكثير من المال من العائلة والأصدقاء".
في المجموع، تقول صوفيا إنها أرسلت له حوالي 300 ألف جنيه إسترليني.
لكنها ليست الوحيدة التي وقعت ضحية الاحتيال الرومانسي، فوفقا لموقع UK Finance، كانت هناك زيادة بنسبة 20 في المئة في عمليات الاحتيال عبر التحويل المصرفي المرتبطة بعمليات الاحتيال الرومانسية، بين عامي 2019 و2020.
وظلت صوفيا رهينة الحلم الذي وعدها به إلى أن طلب آرون مبلغا إضافيا قدره 50 ألف جنيه إسترليني، حينها فقط قررت صوفيا أن الوقت قد حان للتشكيك في نواياه.
اتصلت بالبنك الذي تتعامل معه، حيث اعتقدت أن لديها حسابا مشتركا مع آرون، لكنهم أخبروها أن اسمها غير موجود في الحساب.
تقول: "شعرت أن الأرض قد انهارت تحت قدمي.. لم أستطع تصديق الأمر.. شعرت وكأنني كنت في حلم مزعج للغاية، بل هو كابوس". وتمضي صوفيا للقول: "إنك تشاهد قصص الآخرين، وتقرأ عنها وتسمع بها، لكنك تشعر أن ذلك لن يحدث لك، لكنه في الواقع يحدث، وبسبب الاستلاب العاطفي لا تدرك أنك واقع تحت سيطرة محتال".
أقفلي الهاتف واتصلي بالشرطة
بدأت صوفيا في التحقيق والبحث حول شريكها الوهمي، لمعرفة ما إذا كان يعمل في المكان الذي قال إنه يعمل فيه.
"حين تواصلت مع المكان الذي ادعى أنه يعمل فيه، قالوا لي أن لا أحد لديهم بهذا الاسم، وما كان من الرجل الذي تحدثت إليه إلا أن قال لي: أقفلي الخط حالا واتصلي بالشرطة على الفور".
وقد عملت صوفيا بالنصيحة واتصلت بالشرطة.
صدمة عاطفية
طوال تلك الفترة كانت صوفيا تعاني ضغطا نفسيا وعصبيا، وتشرح: "اضطررت إلى أخذ إجازة طارئة لمدة أسبوع لأني كنت مشوشة ومضطربة لحد كبير... الصدمة العاطفية والألم الذي شعرت به كلما نظرت في عيون عائلتي كانا أكبر من قدرتي على التحمل".
لكن صوفيا باتت اليوم سعيدة بخروجها من تلك الفترة العصيبة، تقول: "تم سداد ديوني، وتم سداد جميع قروضي، واستعدت علاقتي مع جميع أفراد عائلتي وأصدقائي".
وتضيف: "رغم أني أعاني من ضائقة مالية بسيطة، بات يمكنني الآن المضي قدما في حياتي".
لكن صوفيا لا تريد أن تذهب تجربتها سدى، وتأمل في أن تفيد أكبر قدر من الأشخاص ليكونوا على دراية بمخاطر الوثوق بأولئك الذين يستخدمون تطبيقات المواعدة.
وتأمل أيضا أن يعرف الآخرون ممن قد يواجهون موقفا مشابها حقوقهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع البنوك لاسترداد أموالهم.
(بي بي سي)