في إجراء غريب، أطلقت وزارة الداخلية المصرية، الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أغنية تحت عنوان "فرصة للحياة"؛ وذلك احتفالاً بافتتاح أكبر مجمع سجون بمصر، وذلك في منطقة وادي النطرون غرب مصر، وهو ما تناوله نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بالسخرية والنقد.
الداخلية المصرية وقبل إطلاق الأغنية، دعت وفود عدد من البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وممثلي المجالس الحقوقية ولجان حقوق الإنسان بمجلسي النواب والشيوخ، إلى زيارة السجن الذي تم بناؤه وفقاً للنظام الأمريكي في بناء السجون.
كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد أعلن في اتصال هاتفي بالتلفزيون المصري، في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن مجمع السجون لن يكون الأخير، قائلاً: "إحنا هنفتح أكبر مجمع سجون، وده واحد من 7 أو 8 هيتم افتتاحهم، واحنا جايبين نسخة كاملة من النسخة الأمريكية".
كذلك قال السيسي إنه سيحرص على توفير إعاشة كريمة ورعاية طبية وإنسانية محترمة، ويتلقى مَن داخله معاملة إنسانية وآدمية، لأن المواطن إذا أذنب فلا يمكن عقابه مرتين.
في المقابل فقد استقبلت وزارة الداخلية عدداً من الإعلاميين ومراسلي الوكالات الأجنبية ورؤساء التحرير، لجولة تفقدية بمركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون التابع لقطاع الحماية المجتمعية.
وزارة الداخلية قالت في بيان احتفائي بالسجن، إنه قد تم تصميمه بأسلوب علمي وتكنولوجيا متطورة استُخدم خلالها أحدث الوسائل الإلكترونية، كما تمت الاستعانة في مراحل الإنشاء والتجهيز واعتماد برامج الإصلاح والتأهيل، على أحدث الدراسات التي شارك فيها متخصصون في كافة المجالات ذات الصلة للتعامل مع المحتجزين وتأهيلهم؛ لتمكينهم من الاندماج الإيجابي في المجتمع عقب قضائهم فترة العقوبة.
سجن وادي النطرون
يُذكر أن مجمع السجون يقع على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي عند الكيلو 110، بالقرب من مدينة السادات، بجوار سجن "وادي النطرون 2" مباشرة.
في حين بدأ إنشاء المجمع نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حسب ما تظهره صور الأقمار الصناعية، وخلال 5 أشهر فقط تم تشييد معظم مباني السجن، وتبلغ مساحة مجمع السجون مليوناً و700 ألف متر مربع؛ مما يجعله أكبر سجن تم تشييده في مصر، ويفوق حجم سجن طرة مرة ونصف المرة.
فيما يحيط بالمجمع سور خارجي مزدوج على هيئة مربع يبلغ طول ضلعه 1300 متر، ويحتوي السور الخارجي حتى الآن على 56 برج مراقبة، تزداد مع تقدم مراحل البناء.
رفع حالة الطوارئ
يأتي افتتاح مجمع السجون بعد أيام قليلة من إعلان السيسي رفع حالة الطوارئ بالبلاد، لأول مرة منذ سنوات. وقال السيسي في بيان على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك": "قررت، ولأول مرة منذ سنوات، إلغاء مد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد".
أضاف: "يسعدني أن نتشارك معاً تلك اللحظة التي طالما سعينا لها بالكفاح والعمل الجاد، فقد باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة".
يذكر أنه في 10 أبريل/نيسان 2017، وافق البرلمان على إعلان حالة الطوارئ 3 أشهر؛ لـ"مواجهة أخطار الإرهاب"، رداً على هجومين استهدفا كنيستين شمال البلاد، وأوقعا 45 قتيلاً على الأقل، وتبناهما تنظيم "داعش" الإرهابي آنذاك، ومنذ ذلك الحين يتم تمديد حالة الطوارئ بشكل دوري، وكان يُفترض أن يتم تمديدها اليوم.
بموجب حالة الطوارئ، يحق للسلطات المصرية إخلاء مناطق وفرض حظر التجوال واتخاذ إجراءات أمنية مشددة ومعاقبة المخالفين بالسجن.
المصدر: وسائل اعلام مصرية