تحب الطعام لكن تخشاه، فأنت تدرك أنه بعد تناول طبق الكشري أو تلك الفطيرة الشهية ستضطر إلى التعامل مع معدة مضطربة وحرقة تكاد تكوي المريء. الجاني المشترك هو الحامض، فإذا وجدت له حلاً تحررت من حموضة المعدة وحرقتها.
وإذ تشير كلمة الحامض للوهلة الأولى إلى أنها زجاجة من الأسيد الحامي، فأنت لم تخطئ كثيراً، إلا أن الحامض الذي نشير إليه في هذا التقرير يدل على مستوى الحموضة في الأطعمة المذنبة التي قد تسبب قرحة المعدة وآلام المعدة الشائعة.
يتحدد مستوى حموضة الطعام بقيمة أسّه الهيدروجيني أو Ph. ويحدد الرقم الهيدروجيني مقياس من 0 إلى 14، ويشير الـ0 إلى أعلى درجات الحموضة، أما الدرجة 7 فهي الرقم الحيادي بين الحمضي والقلوي (كالمياه)، أما الرقم 14 فيعني وسط مرتفع القلوية.
وكلما انخفض الرقم الهيدروجيني، ارتفعت حموضة الطعام، وعموماً تعتبر الأطعمة ذات الرقم الهيدروجيني 4.6 أو أقل حمضية.
الأطعمة الحمضية التي تزعج المعدة
وفقاً لدراسة أُجريت عام 2017، تعتبر عادات الأكل على النمط الغربي غنية بالأطعمة الحمضية، ونتيجة لذلك، يعاني نحو 15% من الأشخاص من أعراض مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) مثل حرقة المعدة والقلس.
وتشير دراسة أخرى أجريت عام 2019، إلى أن الوجبات الخفيفة التي نتناولها عادة بين الإفطار والغداء والعشاء تسبب إفرازات إضافية في حمض المعدة، وبالتالي الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، حسب ما نشره موقع Greatist.
ولأن الجسم عبارة عن حلقات متصلة، فأي التهاب قد ينتشر إلى أماكن أخرى، وهذه أطعمة غير متوقعة تسبب حموضة المعدة:-
1- الشوكولاتة
تشير بعض الأدلة إلى أنَّ تناول الشوكولاتة يزيد سوء أعراض حرقة المعدة، وارتداد الحمض، ولكن ذلك يعتمد على كمية الشوكولاتة المتناوَلة.
2- الجبن
إن معظم أنواع الجبن غنية بالدهون؛ وهو ما يسبب إبطاء عملية الهضم وإفراغ المعدة، وهذا بدوره يسبب زيادة الضغط على صمام المعدة، وتسرُّب الحمض إلى الحَلْق.
3- الأفوكادو
رغم فوائدها العديدة للصحة، تحتوي فاكهة الأفوكادو على نسبة عالية من الدهون، التي تؤدي إلى إبطاء عملية الهضم بأكملها، وهذا يعني بقاء محتويات الطعام في المعدة فترة طويلة.
4- النعناع
كثيرون يستخدمون النعناع للتخفيف من المشاكل الهضمية المختلفة، إلا أنه في الحقيقة يزيد حرقة المعدة سوءاً، وذلك بسبب قدرته على إرخاء العضلة العاصرة المريئية؛ وهو ما يسبب ارتداد الحمض إلى المريء.
5- الحليب ومشتقاته
يُستخدم الحليب كعلاج للحموضة، حيث يخفف من حرقة المعدة، لكن المفاجأة هي أن الحليب قد يسبب زيادة هذه الحرقة.
ويرجع هذا إلى أن حليب البقر يمكن أن يحفز إنتاج الأحماض، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون الحموضة المزمنة.
6- مشروبات الكافيين
تعد القهوة من أكثر المشروبات التي تسبب حرقة المعدة، كما يجب الحذر من المشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والمشروبات الغازية.
7- البصل
يؤدي البصل إلى ارتخاء العضلة العاصرة للمريء، والذي قد يسبب ارتداد الحمض.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكننا التغلب على المستويات العالية من الحموضة التي تسببها بعض الأطعمة؟
أولاً: بالأطعمة التي تنتج مستويات منخفضة من الحموضة بالطبع!
وثانياً: تناول الأطعمة القلوية كحل شائع لإخماد الالتهاب.
وكلما تم دمج مزيد من الفواكه والخضراوات غير الحمضية في نظامك الغذائي، تغير مستوى الأس الهيدروجيني في الجسم (مستويات الحموضة)، وبالتالي السيطرة على الاضطرابات مثل آلام المعدة وحرقة المعدة.
وتعديل مستوى حموضة الجسم لم يؤثر إيجاباً على المعدة فحسب، إذ أثبتت دراسة أجريت عام 2018 أنه يحسن الأداء الرياضي.
تابعت الدراسة 11 مشاركاً مدربين تدريباً متوسطاً في سباق العَدو لمسافة 400 متر بعدما اتبعوا نظاماً غذائياً غنياً بالأطعمة القلوية لمدة 4 أيام، فتحسّن أداؤهم في العدو مسافة 400 متر.
أطعمة تُخفِّف الحموضة
- الزنجبيل: يُستخدم في الطب الصيني، إذ يُخفف من أعراض حموضة المعدة والمريء وتهيُّج المعدة.
- الشوفان: يُعد من الحبوب الكاملة الغنية بالألياف، إذ يُساعد على امتصاص الحمض في المعدة، وتقليل أعراض الارتجاع المريئي.
- الخضراوات: تُعد معظم الخضراوات آمنة للأشخاص الذين يُعانون حموضة المعدة؛ بشرط عدم تناولها مقلية.
- الزبادي: من أفضل الأطعمة التي تُساعد على عملية الهضم؛ لاحتوائه على بكتيريا نافعة تُسمى البروبيوتيك.
- الفواكه: يُنصح الأشخاص الذين يعانون حموضة المعدة بتناول الفواكه غير الحمضية كالبطيخ، والموز، والتفاح، والكمثرى.
- اللحوم والأسماك: تُعد معظم اللحوم كالدجاج، والديك الرومي، والأسماك، والمأكولات البحرية آمنة للأشخاص الذين يعانون حموضة المعدة. كما يجب اختيار اللحوم قليلة الدسم كاللحوم المشوية أو المسلوقة.
- صدر الدجاج: من الأطعمة الغنية بالبروتين وقليل الحموضة، شرط عدم قليه بالزيوت.
نصائح يومية لتهدئة حريق الحموضة
فيما يلي بعض المقترحات لتخفيف آلام المعدة باتباع روتين يومي.
تجنّب التغييرات الجذرية في عادات الأكل
إجراء بعض التغييرات في عاداتك الغذائية من حقك بالتأكيد، ولكن لا داعي لأن تكون هذه التغييرات كبيرة. على سبيل المثال، الاكتفاء بعدم تناول الطعام فترة من الوقت لن يؤدي إلى اختفاء الأعراض. فالمعدة تفرز الأحماض حتى حين لا تأكل.
احذر من الزيوت
العديد من الوصفات التي قد تحبها ربما تتطلب طهيها أو قليها بالزيت، لكن هذه الزيوت قد تصحبها مستويات عالية من الحموضة.
وربما يمكنك تجربة الأطعمة الأقل معالجة مثل زيت الزيتون الصافي أو الأطعمة المطهية بالبخار أو المشوية.
تعوّد على الصبر قليلاً بين الوجبات
ربما سمعت في حداثتك من يحذرك من أن تناول الطعام بسرعة كبيرة قد يسبب اضطرابات في المعدة أو عسر الهضم. ويمكن قول الشيء نفسه عن عدد الوجبات التي نتناولها خلال اليوم.
وبعض المشاعر مثل الملل أو نفاد الصبر تتنكر في صورة الجوع في بعض الأحيان. ولذا من الأفضل لك أن تتناول وجباتك على مهل وأن تمضغ ببط.
بعض المشروبات في الليل أفضل من الوجبات الخفيفة
تؤدي مشروبات مثل شاي الأعشاب والمياه مع الزنجبيل الطازج إلى تهدئة سريعة، ولكن ينصح باستشارة أحد خبراء الصحة إذا تكرر الأمر.
يمكن أيضاً الاحتفاظ بمجموعة من الأطعمة القلوية مثل الجزر أو الخضراوات النيئة المفضلة لديك بجوارك؛ حتى لا تثير أي وجبة خفيفة تتناولها في وقت متأخر من الليل إعصاراً في معدتك.
أعِد تنظيم وجباتك الخفيفة
نظراً إلى أنه توجد عوامل كثيرة جداً تحدد مقدار الحموضة المفرطة لمعدتك، فمن الأفضل لك التركيز على إضافة بعض التعديلات للوجبات الخفيفة التي تعرف أنها ستؤثر على معدتك مثل الموز والمكسرات والقرنبيط والبطيخ.
المصدر: عربي بوست