تحذر ورقة بحثية جديدة تم تقديمها في مؤتمر SIGCOMM 2021 لاتصالات المعلومات، وأشرفت عليها الباحثة سانغيثا أبدو جيوثي، من تعرض الأرض لما يعرف بـ"العاصفة الشمسية"، ما قد يكون له انعكاس "كارثي" على حياتنا الحديثة، إذ قد تتسبب في إدخال العالم إلى حقبة "انهيار الإنترنت"، التي ستُبقي جزءاً كبيراً من العالم في حالة انقطاع عن الإنترنت تستمر لأسابيع أو ربما لأشهر.
حسب تقرير لموقع Live Science الأمريكي، الثلاثاء 7 سبتمبر/أيلول 2021، فإن جزءاً من المشكلة يكمن في أن العواصف الشمسية نادرة نسبياً، ويُقدر العلماء احتمالية إصابة عاصفة شمسية للأرض مباشرةً بنسبةٍ تتراوح بين 1.6% و12% كل عقد، وفقاً للبحث.
دائماً ما تُمطر الشمس الأرض بوابل من الجزيئات الممغنطة المعروفة باسم الرياح الشمسية. وفي غالبية الأحيان، يَحول المجال المغناطيسي للأرض دون أن تتسبب تلك الرياح الإلكترونية في إحداث أي أضرار للأرض أو ساكنيها، حيث يُشتت تلك الجزيئات باتجاه القطبين مخلفاً شفقاً مذهلاً.
لكن أحياناً، مرةً كل قرنٍ تقريباً، تتعاظم تلك الرياح مكونة عاصفة شمسية عاتية.
في حين لم تُسجل سوى عاصفتين مماثلتين في التاريخ الحديث، واحدة عام 1859 والأخرى عام 1921، تُعرف الأولى باسم حادثة كارينغتون، وقد تسببت في اضطراب جيومغناطيسي على الأرض تسبب في اشتعال كابلات التلغراف، ورُصد الشفق القطبي قُرب خط الاستواء في كولومبيا.
كما تحدث عواصف أخرى أكثر تكراراً وأقل حدة، منها واحدة وقعت في مارس/آذار 1989، وتسببت في قطع الكهرباء عن مقاطعة كيبك الكندية بالكامل لتسع ساعات.
أما الخبر الجيد فهو أن شبكات الإنترنت المحلية والإقليمية أقل عرضة للخطر بسبب أن كابلات الألياف الزجاجية نفسها لا تتأثر بالتيارات المستحثة جيومغناطيسياً، كما جاء في الورقة.
ما هي الدول الأكثر عرضة للخطر؟
كابلات الإنترنت الطويلة الممتدة في قاع البحر والتي تصل القارات ببعضها لها حكايةٌ أخرى؛ إذ إنّ تلك الكابلات مزودة بأجهزة مكررات لتعزيز الإشارة البصرية، موضوعة على مسافات تتراوح بين 50 إلى 150 كيلومتراً. وتقع هذه المكررات عرضةً لتلك التيارات التي قد تتسبب في تلف الكابل بأكمله إذا تضرر مكرر واحد.
إذا تضرر عدد كبير من الكابلات في منطقة معينة، فإن قارات بأكملها قد ينقطع الاتصال بينها كما جاء في الورقة.
أما الأدهى من ذلك أن البلاد التي تقع جغرافياً على دوائر عرض قريبة من القطبين، مثل أمريكا وبريطانيا، أكثر عرضة للخطر من تلك التي تقع قرب خط الاستواء.
في حال وقوع كارثة كتلك فإن تلك البلاد على الأرجح هي التي ستتضرر أولاً.
يصعب التنبؤ بالوقت الذي سيلزم قبل إصلاح تلك البنى التحتية في قيعان البحار، لكن الكاتبة ترى أن انقطاع الإنترنت قد يستمر لأسابيع أو حتى لشهور.
في الوقت نفسه فإن الملايين قد يخسرون مصادر دخلهم.
وكتبت الباحثة في ورقتها: "الأثر الاقتصادي لتعطل الإنترنت ليوم واحد في الولايات المتحدة يقدر بأكثر من سبعة مليارات دولار. فماذا لو ظلت الشبكة معطلة لأيام أو حتى لشهور؟".
كما أضافت أنه حين تضرب العاصفة الشمسية القادمة الأرض، سيكون أمامنا نحو 13 ساعة للاستعداد قبل أن تصلنا. ولنأمل إذاً أن نكون مستعدين لاستغلال ذلك الوقت أفضل استغلال قبل وصولها الحتمي.
المصدر: الصحافة الأمريكية