إذا كان عمر الـ71 هو الرقم المتوسطي لعمر الإنسان، وإن عاش البعض فوق الـ100- فإن هذه الأرقام طرفة عين مقارنة بالقرون والألفيات التي عاشتها بعض الحيوانات، بل إن هناك حيوانات تستطيع إيقاف عملية التقدم في العمر أو حتى عكس أثرها.
وعلى الرغم من أن بعض الحيوانات البرية تشتهر بطول العمر مثل السلحفاة التي قد تعيش 190 عاماً، إلا أن أطول الحيوانات عمراً على الإطلاق مائية بامتياز.
نستعرض في هذا التقرير أكبر 10 حيوانات في العالم عمراً على الإطلاق، بدايةً من أصغرها:
1. الحوت مقوس الرأس: يتجاوز عمره على الأرجح 200 سنة
يُعد الحوت مقوس الرأس أطول الثدييات عمراً. وليس من المعروف حالياً العمر الافتراضي للحيتان القطبية وشبه القطبية، لكن وجود عدد من رؤوس الحراب الحجرية لدى بعضها يُرجح أنها عاشت ما لا يقل عن 100 عام، وربما يصل عمرها إلى 200 وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA.
تُظهر الحيتان طفرات في الجين ERCC1، الذي يعمل على إصلاح الحمض النووي التالف، ما يحمي الحيتان من الإصابة بالسرطان: وهو السبب المحتمل لوفاتها عادةً.
والأهم من ذلك هو وجود جين آخر يُسمى PCNA، يحتوي مقطعاً قابلاً للتضاعف، ما يساعد في عملية نمو الخلايا وإصلاحها، ومن شأن هذا التضاعف أن يُبطئ التقدم في العمر، بحسب ما أورد موقع Live Science الأمريكي.
2. السمك الصخري الأسود: أكثر من 200 سنة
سمكة الروغي الصخرية (سيباستيس أليوتيانوس) هي واحدة من أطول الأسماك عمراً، إذ يصل أقصى عمر لها إلى 205 سنوات وفقاً لإدارة الأسماك والحياة البرية بواشنطن.
تعيش تلك الأسماك ذات اللون الوردي المائل إلى البني في المحيط الهادئ بدايةً من كاليفورنيا ووصولاً إلى اليابان. وتنمو حتى يصل طولها إلى 97 سنتيمتراً، وتتغذى على الحيوانات البحرية الأخرى مثل الروبيان والأسماك الأصغر حجماً، وفقاً للجنة وضع الحياة البرية المهددة بالانقراض في كندا COSEWIC.
3. لؤلؤ المياه العذبة (بلح البحر): أكثر من 250 سنة
يُعد لؤلؤ المياه العذبة من ذوات الصدفتين التي تُنقي جزيئات الطعام من المياه.
يعيش هذا اللؤلؤ بالأساس في الأنهار والجداول المائية، ويمكن العثور عليه في أوروبا وأمريكا الشمالية، بما فيها الولايات المتحدة وكندا. ويصل عمر أكبر بلح بحر من هذا النوع إلى 280 سنة، وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة WWF. وتتمتع هذه اللافقاريات بأعمار مديدة بفضل انخفاض عملية الأيض لديها.
ويُعتبر لؤلؤ المياه العذبة من الأنواع المُعرضة لخطر الانقراض، والتي تنخفض أعدادها نتيجة لعددٍ من العوامل المرتبطة بالبشر، ومنها الدمار اللاحق ببيئات الأنهار التي تعيش فيها، وفقاً للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN.
4. قرش غرينلاند: أكثر من 272 سنة
تعيش قروش غرينلاند في أعماق المحيطين المتجمد الشمالي والأطلسي الشمالي. وتنمو حتى يصل طولها إلى 7.3 متر، وتتغذى على مجموعة متنوعة من الحيوانات الأخرى مثل الأسماك والثدييات البحرية مثل الفقمة، وفقاً لمرصد أسماك القرش في سانت لورانس بكندا.
قدرت دراسة أجريت عام 2016 على نسيج العين لقروش غرينلاند، ونُشرت في دورية Science العلمية، أن الحد الأقصى لأعمار تلك القروش لا يقل عن 272 سنة.
5. الدودة الأنبوبية: أكثر من 300 سنة
تُعد الديدان الأنبوبية من اللافقاريات، وتعيش أعماراً مديدة في البيئات الباردة المستقرة في أعماق البحار.
وخلصت دراسة نُشرت عام 2017 في دورية Science of Nature العلمية إلى أن نوع إسكاربيا لاميناتا، وهو من الديدان الأنبوبية التي تعيش في قاع المحيط بخليج المكسيك، يصل عمره عادةً إلى 200 سنة، ويمكن في بعض الحالات أن تبلغ أكثر من 300 سنة.
6. محار كواهوج المحيط: أكثر من 500 سنة
يعيش محار كواهوج المحيط في المحيط الأطلسي الشمالي. وتتمكن هذه الفصيلة التي توجد في المياه المالحة من العيش مدة أطول من النوع الآخر من ذوات الصدفتين في هذه القائمة، وهو لؤلؤ المياه العذبة.
ووفقاً لمتحف ويلز الوطني في المملكة المتحدة، فإن عمر أحد محارات كواهوج المحيط التي عُثر عليها على شاطئ آيسلندا عام 2006 قد وصل إلى 507 سنوات.
7. المرجان الأسود: أكثر من 4.000 سنة
تبدو الشعاب المرجانية مثل صخور ونباتات زاهية الألوان تحت الماء، لكنها في الحقيقة هياكل خارجية للافقاريات تُسمى بوليبات مرجانية.
تتكاثر تلك البوليبات باستمرار وتستبدل بعضها البعض من خلال خلق نسخ متطابقة جينياً، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى زيادة حجم الهيكل الخارجي أكثر فأكثر.
وهكذا فإن الشعاب المرجانية تتكون من مضاعفات من الكائنات العضوية المتطابقة، وليست كائناً عضوياً واحداً مثل قروش غرينلاند أو محار كواهوج المحيط، لهذا تُعتبر دورة حياة الشعب المرجانية مجهوداً جماعياً.
يمكن أن يعيش المرجان لمئات السنين، لكن المرجان الأسود الذي يعيش في أعماق البحر يُعد من أطول أنواع المرجان عمراً. إذ قُدّر عمر عينات المرجان الأسود التي وُجدت على شاطئ هاواي بـ4.365 سنة، وفقاً لموقع Live Science.
8. الإسفنج الزجاجي: أكثر من 10 آلاف سنة
تتكون الإسفنجيات من مستعمرات من الحيوانات، على غرار المرجان، ويمكن أن تعيش لآلاف السنين أيضاً.
ويُعد الإسفنج الزجاجي من أنواع الإسفنج الأطول عمراً في كوكب الأرض. ويمكن العثور على هذا النوع عادةً في أعماق المحيط، ويتميز بهياكل تشبه الزجاج- كما يدل اسمه- وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA.
قدرت دراسة أجريت عام 2012 ونُشرت في دورية Chemical Geology العلمية عمر الإسفنج الزجاجي من نوع Monorhaphis chuni بأكثر من 11 ألف سنة، وقد تحيا الأنواع الأخرى من الإسفنج لأطول من ذلك.
9. قنديل البحر الخالد: قد يكون خالداً بالفعل
يُطلق على قنديل البحر الخالد هذا الاسم لأنه يمكن أن يعيش إلى الأبد.
تبدأ قناديل البحر حياتها كيرقات، قبل أن ترسخ نفسها على قاع المحيط وتتحول إلى بوليبات. وبعدها تنتج تلك البوليبات غورغونات حُرة أو قناديل بحر.
ووفقاً للمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، تتميز القناديل الخالدة بقدرتها على العودة إلى مرحلة البوليبات مرة أخرى إذا أُصيبت بضرر أو تضورت جوعاً، ثم العودة مُجدداً إلى حالة القنديل، حسب موقع One Kind Planet.
ووفقاً لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، تستطيع قناديل البحر التي تعيش في البحر الأبيض المتوسط تكرار هذه العملية وعكس دورة حياتها مرات عديدة. وهكذا ففي ظل الظروف الملائمة، قد لا تموت مُطلقاً نتيجة التقدم في العمر.
10. الهيدرا: قد تكون خالدةً أيضاً
الهيدرا هي مجموعة من اللافقاريات الصغيرة ذات الأجسام الطرية التي تشبه قناديل البحر إلى حدٍ ما.
تتشابه مع القناديل في إمكانية العيش إلى الأبد، فهي لا تُبدي أي علامات على التدهور المرتبط بالتقدم في العمر، وفقاً لموقع National Geographic.
وتتكون تلك اللافقاريات بدرجة كبيرة من الخلايا الجذعية، التي تستمر في التجدد من خلال الازدواج أو الاستنساخ. غير أن الهيدرا لا تعيش إلى الأبد في الأحوال الطبيعية بسبب عوامل التهديد التي تتعرض لها، مثل الحيوانات المفترسة والأمراض.
وماذا عن الحيوانات البرية؟
تعد الفيلة الآسيوية أكثر الحيوانات البرية عمراً، إذ يمكن أن تعيش إلى 86 عاماً، حسب ما نشره موقع Swiss Life.
يليها طائر ببغاء الماكو، الذي يمكن أن يعيش لنحو 100 عام، وحالياً يعيش طائر أصفر وأزرق في حديقة في إنجلترا، سجل عمر 114 عاماً.
وكما ذكرنا سابقاً، فإن السلحفاة قادرة على أن تحيا فوق الـ 200 عام، نظراً لعدم تشكيل الحيوانات المفترسة خطراً كبيراً عليها، وهي قادرة على التأقلم بشتى الظروف المناخية، وتمكنت من أن تجتاز العصر الجليدي حتى يومنا هذا.
المصدر: عربي بوست