من المتوقع أن يهوي حطام صاروخ صيني إلى الأرض بطريقة غير مسيطر عليها في وقت ما في اليومين القادمين.
وليس من الواضح مكان سقوط الحطام أو موعده بالتحديد.
وكان صاروخ "المسيرة الطويلة 5B" قد أطلق أواخر شهر أبريل/نيسان الماضي حاملا الوحدة الأولى من المحطة المدارية الصينية المستقبلية.
ويدور بدن الصاروخ حاليا حول الأرض، ويوشك على الدخول إلى الجزء السفلي من الغطاء الجوي للكرة الأرضية.
وكانت الولايات المتحدة قد قالت يوم الخميس إنها تراقب عن كثب مسار بدن الصاروخ، ولكنها لا تخطط في الوقت الراهن لإسقاطه.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين بهذا الصدد، "نأمل في أن يسقط الحطام في مكان لن يتعرض فيه أي أحد لأذى، في المحيط أو مكان مماثل."
كما وجه الوزير الأمريكي انتقادا غير مباشر للصين، قائلا إن هناك ضرورة "للتأكد من أخذ هذه الأمور في اعتبارنا عندما نخطط لعمليات وننفذها."
يذكر أن وسائل الإعلام الصينية ما برحت تقلل في الأيام الأخيرة من مخاوف احتمال سقوط حطام الصاروخ في أماكن مأهولة، مؤكدة بأن الحطام سيهوي في المياه الدولية.
ونقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية عن خبير الفضاء سونغ زونغبينغ قوله إن منظومة الرصد الفضائي الصينية تراقب الموقف عن كثب وإنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في حال وقوع أي أضرار.
وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفلك في مركز هارفارد - سميثسونيان لفيزياء الفضاء، إن موضوع العودة غير المسيطر عليها إلى الأرض "يعدّ مشكلة كبرى فيما يخص صاروخ المسيرة الطويلة 5B."
وأضاف في حديث لبي بي سي، "الأجزاء العليا الصغيرة للصواريخ الأمريكية والأوروبية تهوي هي الأخرى إلى الأرض بطرق غير مسيطر عليها (وتحترق كليا)، ولكن الصواريخ الأمريكية والأوروبية كبيرة الحجم مصممة بحيث لا تترك أي أجزاء منها في مدارات حول الأرض إذ يتم التخلص منها بشكل أمن في مدارها الأول."
وقال، "قرر الصينيون استخدام تصميم أكثر بساطة والاعتماد على الحظ في عودة حطام الصاروخ إلى الأرض بطريقة غير مسيطر عليها ولكن لا تؤدي إلى إحداث أي أذى."
السقوط المبرمج والمسيطر عليه يعني أنه كان بإمكان فريق الإطلاق مواصلة سيطرته على الصاروخ، عن طريق محركه أو محركات صغيرة جانبية مثبتة فيه. ويتم في هذه الحالة إعادة توجيه الحطام نحو موقع سقوط معين غير مأهول كأحد المحيطات على سبيل المثال.
وبهذا الأسلوب، يمكن التحكم بمسار تحليق الصاروخ وتكون عودته إلى الأرض فورية وفي موقع يمكن التنبؤ به.
يكون موقع السقوط عادة في منطقة يطلق عليها تعبير "القطب المحيطي الذي يتعذر الوصول إليه" - وهي المنطقة الأبعد عن الوجود البشري في المحيط الهادئ الجنوبي بين أستراليا ونيوزيلندا وأمريكا الجنوبية.
وتعدّ هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 1500 كم مربعا مقبرة للمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية إذ تقع في أعماقها أشلاء نحو 260 من هذه المركبات والأقمار.
المصدر: بي بي سي