"بيت الواحد" هو مشروع مكان عبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود في العاصمة الألمانية برلين. وتعود هذه المبادرة التي أطلقت منذ سنوات إلى الواجهة بعد أن تجاوزت اليوم مداخيل حملة التمويل المليون يورو.
يهدف مشروع "بيت الواحد" العملاق إلى بناء أول بيت للعبادة في ألمانيا يشمل مسجدا إسلاميا وكنيسا يهوديا وكنيسة مسيحية تحت سقف واحد في قلب برلين التاريخية. أطلقت هذه المبادرة عام 2010 وواجهت العديد من الصعوبات المالية، ثم نظمت لتخطيها حملة تمويل جماعي كانت في الأول بطيئة ومبالغها صغيرة.
يعود هذا المشروع اليوم إلى الواجهة بعد أن تخطى مرحلة جديدة في عملية التمويل، فتجاوزت الحصيلة واحد مليون يورو بفضل أكثر من 1700 مانح. تقوم الحملة على مبدأ أن يشتري كل مانح لبنات، سعر الواحدة 10 يورو، لتستخدم لاحقا في تشييد المبنى.
رغم ذلك، يبقى المليون يورو الواحد بعيدا عن الـ 43 مليون يورو اللازمة لإتمام مشروع "بيت الواحد" للديانات السماوية الثلاث. لكن هذا المبلغ في حد ذاته مهم خصوصا وأنه كاف لإقناع السلطات بالمساعدة في تشييد المبنى.
مكان عبادة مبنى على التبادل والانفتاح على الآخر
ومن خلال هذا المبنى يسعى ثلاثة رجال دين، وهم الحاخام توفيا بن شورين والقسيس غريغور هوبيرغ والإمام قادر سنجي، إلى التعبير عن التسامح في وسط مدينة برلين.
سيكون للمجمع مدخل موحد لكل المؤمنين وثلاث قاعات للصلاة من نفس الحجم لكن مختلفة الشكل. وتتوسط المجمع قاعة مفتوحة يتشاركها الجميع ويجتمعون فيها وهي الأكبر من حيث المساحة.
وإذا سارت الأمور حسب الخطة فإن البيت الواحد سيبنى في موقع تاريخي بوسط برلين، هو موقع كنيسة القديس بتري من القرن الرابع عشر التي ظلت قائمة حتى عام 1964 عندما هدمتها سلطات ألمانيا الشرقية بعد تعرضها لأضرار جراء الحرب. ويقول الحاخام توفيا بن تشورين إن "هذا المكان الذي يضم تاريخه صفحات قاتمة مرشح ليكون مكان سلام". وهو ما يشهد عليه ميثاق "بيت الواحد" الذي يكرس مبادئ التضامن والاحترام والمساواة ومعاداة العنف.