قال تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، السبت 27 مارس/آذار 2021، إن الجيش الأمريكي يجهز لعبة أطلق عليها اسم "لعبة الحرب السرية"؛ من أجل تجهيز كبار قادته للتعامل مع أي أزمات عالمية خيالية، وسيتعين على اللاعبين التعامل مع سيناريوهات متغيرة، والتنافس من أجل الاستحواذ على حاملات الطائرات وقاذفات القنابل، وستنطلق اللعبة في وقتٍ حرج بالنسبة للبنتاغون بعد أشهرٍ قليلة فقط من تنصيب جو بايدن رئيساً للبلاد.
إذ صرَّح العديد من المسؤولين الدفاعيين، لشبكة CNN الأمريكية، بأن لعبة الحرب السرية تُمثّل أولويةً قصوى لرئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، الذي سيقود التدريب العسكري بنفسه. كما سيجري إطلاع وزير الدفاع، لويد أوستن، على سيناريو الحرب في وقته.
إذ يجري ضبط ميزانية الجيش واتخاذ قرارات كبرى بشأن أعداد القوات وأولوياتها، لذا فمن المأمول أن تساعد لعبة الحرب في تجهيز الجيش لمواجهة تحديات السنوات القليلة المقبلة.
دائماً ما تكون ألعاب الحرب من هذا النوع حساسةً ويجري الحفاظ على سرية نتائجها، لأنها قد تكشف عن أوجه القصور في خطط وعمليات الجيش الأمريكي. إذ أكد مسؤولٌ دفاعيٌّ سابق، في تدريبٍ أُجرِيَ مؤخراً لمحاكاة صراع مع خصومٍ رئيسيين مثل روسيا والصين: "إننا وجدنا الفريق الأزرق، أي الولايات المتحدة والحلفاء، يخسرون باستمرار".
تعكس السيناريوهات التي ستُغطيها لعبة الحرب، الصيف المقبل، احتمالات قائمة على أرض الواقع. وتشمل هجمات سيبرانية كبرى، وتوغُّلاً روسيّاً في منطقة البلطيق، وعسكرة متزايدة للقطب الشمالي من جانب موسكو، واستعراضاً لعضلات الصين في بحر الصين الجنوبي أو غزواً لتايوان.
لن تكون التدريبات افتراضية وحسب. إذ نفَّذت الولايات المتحدة وكندا، الأسبوع الجاري، مناورات عسكرية في ظروفٍ صعبة بدرجات حرارة أقل من -6 درجة مئوية، لإيضاح جاهزية الجيشين للتصدي لأي توغل عسكري روسي في القطب الشمالي الغني بالموارد.
إذ نشرت روسيا صواريخها المتقدمة في المنطقة لحماية قواعدها، كما تتحدَّى الولايات المتحدة بشكلٍ مباشر. وفي عام 2020 حلَّقت طائرات روسية من قاذفات القنابل والطائرات المضادة للغواصات والطائرات الاستخباراتية بالقرب من المجال الجوي الأمريكي قرابة ألاسكا، أكثر من أي وقتٍ مضى منذ نهاية الحرب الباردة، وذلك وفقاً لقيادة دفاع الفضاء الجوي في أمريكا الشمالية (نوراد).
بالنسبة لـ"نوراد"، القيادة الأمريكية الكندية المشرفة على المناورة، فإن الأولوية الرئيسية للمناورة هي اكتساب "القدرة على تعقُّب وهزيمة" أي أنشطة عسكرية روسية محتملة في القطب الشمالي، وفقاً لتصريحات قائد "نوراد"، الكندي اللواء إيريك كيني، للشبكة الأمريكية.
في المقابل تزداد المخاوف بشأن الأنشطة الروسية والصينية، دون مؤشر على انحسار التوترات بعد تولي بايدن الرئاسة.
إذ يقول الخبراء العسكريون الأمريكيون، إن تلك التوترات تُفسر سبب الأهمية الشديدة لألعاب الحرب مثل المناورات التي ستُجرى الصيف، من أجل ضمان قدرة الجيش على التدريب والتخطيط لأي أزمة مرتقبة.
المصدر: سي إن إن