حالات تشنجات وإغماءات عديدة وقعت في منطقة زراعية في جنوب شرق الهند تسببت في حيرة السكان والأطباء على حد سواء، واستدعت تدخلا من منظمة الصحة العالمية.
في المنطقة التي تقع قرب الساحل الجنوبي الشرقي للهند، أصيب أكثر من 650 شخصا، منذ شهر ديسمبر الماضي بأعراض لم يستطع أحد تفسيرها.
صحيفة واشنطن بوست في تقرير حول الموضوع، قالت إن غالبية الأعراض كانت تتمثل في إغماءات ونوبات صرع وسقوط مفاجئ على الأرض.
وتنقل الصحيفة شهادة شخص يدعى، غورام ناغيشوارا راو، قال إن زوجته "كانت ترتجف وتخرج فقاعات من فمها"، وبعد أيام قليلة أصيب حفيده البالغ من العمر 11 عاما بنوبة صرع بعد تناول العشاء.
راو قال إن هذه الأعراض "يمكن أن تحدث في أي لحظة، أثناء المشي، أثناء النوم.. لا نعرف متى سيعاني الناس".
شاندراشخار ريدي، وهو طبيب أعصاب كبير، كان عضوا في لجنة خبراء تم تشكيلها للتحقيق في هذه النوبة، سافر إلى إلورو، المدينة الصغيرة في ولاية أندرا براديش التي بدأ فيها المرض، وفي المستشفى الرئيسي، شاهد العديد من الأشخاص يفقدون الوعي وآخرين يسقطون بسبب التشنجات. الطبيب قال: "لم أشاهد شيئا كهذا قط".
أطباء المستشفى قرروا عمل تحليلات للمرضى، وكان في اعتقادهم أنهم ربما أصيبوا بفيروس خاصة مع انتشار فيروس كورونا، لكن الفحوصات كانت سلبية.
في هذا المستشفى، توفي رجل بعد ساعات من إصابته بنوبة صرع، ولم يعرفوا السبب.
في قريتين مجاورتين، غرق ثلاثة أشخاص بعد انهيارهم بشكل مفاجئ، لكن الأطباء قالوا إنه لا يوجد دليل يربط الوفيات بالإغماء.
هذه الأحداث دفعت إلى الاستعانة بخبراء من أكثر من 12 منظمة مختلفة، من بينها مستشفيات وطنية ومنظمة الصحة العالمية.
أخذ الخبراء عينات دم وعينات سائل نخاعي وبول وماء وحليب وأرز وأسماك وخضروات وحتى الهواء، في محاولة لمعرفة ما أطلقوا عليه "التشنجات المفاجئة من أصل غير معروف" في إيلورو.
استبعد الخبراء أن تكون المعادن التي تم رصدها في العينات مرتبطة بهذه الأعراض، وبعد عمل العديد من الاختبارت أصبح الاحتمال الأكثر ترجيحا الآن هو تسمم ما جراء المبيدات الحشرية.
لكن"لا يوجد إجماع" على أي نوع حتى الآن، بحسب بهاسكار كاتامنيني، مفوض الصحة في ولاية أندرا براديش، الذي قال إن المنطقة المحيطة بإيلورو تستخدم كميات كبيرة من المبيدات الحشرية، وربما تسربت إلى إمدادات المياه، لكن لا يزال من غير الواضح كيف ومتى حدث ذلك.
المصدر: واشنطن بوست