في غابات الكونغو، يبحث علماء وباحثون عن الفيروس أو المرض القادم، والذي يتوقع أن يكون قابلا للانتشار بطريقة أسرع من فيروس كورونا، وأشد فتكا منه.
البروفيسور، جان جاك مويمبي تامفوم ، الذي ساعد في اكتشاف فيروس إيبولا في عام 1976 يقول لشبكة "سي إن إن" إن البشرية تواجه فيروسات جديدة مميتة ناشئة من الغابات الإستوائية المطيرة في إفريقيا.
ويشير تامفوم الذي يبحث عن مسببات الأمراض منذ عقود إلى أننا أصبحنا "نعيش في عالم تظهر فيه مسببات الأمراض القاتلة بشكل أكبر"، محذرا من الأمراض ذات المصادر الحيوانية في المستقبل.
الحمى الصفراء، وأنواع من الإنفلونزا، وبعض الأمراض تنتقل بشكل مباشر من الحيوانات للبشر، والتي تمر عبر القوارض أو الحشرات.
مارك وولهاوس، طبيب مختص بالأوبئة في جامعة إدنبرة يقول إنه منذ أن تم التعرف على أول إصابة لمرض من حيوان إلى إنسان، والتي كانت في 1901 الحمى الصفراء، يوجد ما لا يقل عن 200 فيروس معروف مصدرها من الحيوانات.
فيما يوضح تامفوم أن تحذيره مبنيي على حقائق علمية، وليس على الخيال العلمي، وأنه عند اكتشاف إيبولا، كان قد أخذ عينات الدم الأولى من ضحايا مرض غامض في ذلك الوقت، والذي تسبب في نزيف وقتل 88 في المئة من المرضى، وحتى أنه فتك بـ 80 في المئة بالعاملين في مستشفى في كنشاسا.
وبعد ذلك، أرسلت عينات الدم هذه إلى بلجيكا والولايات المتحدة حيث اكتشف فيها فيروس يشبه في شكله الدودة، ليطلق عليه بعدها اسم "إيبولا"، وهو اسم نهر قريب من مكان تفشي المرض.
وذكر تامفوم أنه في ذلك الوقت تم الاعتماد على تحليل العينات في أوروبا وأميركا، ولكن الوقت حاليا تغير، وأصبح العلماء الأفارقة في الكونغو أشبه بـ "حراس للتحذير من الأمراض المستقبلية".
ويتتبع العلماء حاليا المضيفين المحتملين للفيروسات المختلفة، إذ كانت بداية فيروس نقص المناعة المكتسبة في نوع من الشمبانزي، ولكنه تحور ووصل للإنسان وانتشر في جميع أنحاء العالم، كذلك فيروسات كورونا، فانتقالها للإنسان جاء عن طريق الخفافيش أو الجمال أو حيوانات مختلفة لا تزال المعلومات حولها غير مؤكدة.
في حالة فيروس كورونا المستجد، الترجيحات حتى الآن، بأنه مصدره الخفافيش، ولكن الخلاف الأبرز حوله يتعلق بالمضيف الذي تلاه حيث تحور وأصبح مرضا فتاكا للإنسان.
ويرجح تامفوم أن الأوبئة في المستقبل ستكون أكثر كارثية من الأوبئة التي عرفناها حتى الآن.
ويدير تامفوم في كينشاسا عاصمة الكونغو، مختبرا تدعمه منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة، مهمته الأساسية البحث عن المرض أو الفيروس القادم، والذي يعتبر أشبه بنظام إنذار مبكر للتعرف على أي وباء قبل حصوله.
وإذا وجد العلماء "صائدو الفيروسات" مسببات جديدة لأمراض يمكن أن تفتك في البشر إذا ما ظهرت في إفريقيا، سيتاح لمختبرات الأبحاث إيجاد علاج قبل أن ينتشر المرض ويصبح وباء في كل العالم.
وذكر تامفوم أنه تم العثور على عشرات الفيروسات من كورونا في الخفافيش خلال السنوات الماضية، ولكن لا أحد يعرف خطورتها على البشر.
المصدر: الحرة