انتحر طفل يبلغ من العمر 11 عاما شنقا في منزل أسرته بمحافظة الشرقية شمالي مصر، بعد أن نهرته أسرته بسبب الإفراط في ممارسة لعبة ببجي (PubG) الإلكترونية.
وبدأت النيابة العامة المصرية التحقيق في الحادث، بعد أن تحفظت على الجثة.
وأظهرت التحريات الأولية وأقوال أسرة الطفل أنه تخلص من حياته شنقا داخل غرفة نومه، إثر خلافات مستمرة مع أسرته وتوبيخه بسبب إفراطه في ممارسة اللعبة الإلكترونية، ما جعله يمر بحالة نفسية طارئة.
وقع الحادث في قرية كفر أبراش مركز مشتول السوق، بمحافظة الشرقية، وهذه هي ثاني حالة وفاة لطفل مرتبطة بلعبة ببجي، تسجل خلال نحو أسبوع واحد في مصر.
ففي التاسع والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي، قالت النيابة إنها تجري تحقيقا في وفاة طفل بمدينة بورسعيد شمال شرقي البلاد، بسبب الاشتباه في ارتباطها بممارسته بعض الألعاب الإلكترونية.
وقالت النيابة إن توقيع الكشف الطبي الظاهري على جثمان الطفل كشف عن احتمال وفاته، إثر إصابته بارتفاع مفاجئ في ضغط الدم ناتج عن السمنة المفرطة.
وأضافت النيابة في بيان أن والدا الطفل قالا إن ابنهما كان منهمكا في اللعب بهاتفه المحمول ليلة وفاته، وإنه كان يداوم على ممارسة الألعاب الإلكترونية، خاصة لعبة ببجي.
فتوى "تحريم" اللعبة
وأصدر الأزهر الشريف، أعلى مؤسسة دينية في مصر، تحذيراً في عام 2018 من أضرار الألعاب عبر الإنترنت على الأطفال الصغار، وأعاد نشر فتواه التي تحرم ممارسة لعبة ببجي، مستشهدا بوفيات سابقة "مرتبطة بممارسة اللعبة".
ففي عام 2018، طعن طالب بمحافظة الإسكندرية معلمته بسكين حتى الموت، مدعيا أن لعبة ببجي دفعته لارتكاب الجريمة.
وأشار الطالب، البالغ من العمر 16 عاما حينذاك، إلى أن قتل الناس هو أحد الأهداف الرئيسية للعبة، وأنه تخيل أنه كان موجودا داخل اللعبة.
ونصح الأزهر الآباء بمراقبة أطفالهم على مدار الساعة، والتحقق من تطبيقات الهواتف المحمولة التي يستخدمونها، وتقليل الوقت الذي يقضونه على الشاشات، وتشجيع الأنشطة الأخرى مثل الرياضة والدراسة.
كما نشر القائمون على اللعبة اعتذارا في شهر يونيو/حزيران الماضي بعدما أضيفت خاصية جديدة قال مستخدمون إنها تجبر اللاعبين على "الركوع" أمام "تماثيل" للحصول على موارد في اللعبة.
وبعد الجدل الكبير الذي أثارته تلك الخاصية في لعبة ببجي، أعلن القائمون على اللعبة إزالة الخاصية التي احتواها التحديث الأخير للعبة.
وأبدت الشركة في بيان نشرته عبر حسابها العربي الرسمي على تويتر وفيسبوك أسفها "حيال تسبب الخصائص الجديدة في اللعبة بالاستياء لدى اللاعبين".
وأضافت: "اتخذنا الإجراءات وأزلنا الخاصية. فريق لعبة ببجي موبايل يحترم جميع الأديان ويبذل أقصى ما بوسعه لتوفير بيئة لعب آمنة للجميع".
ووجهت دار الإفتاء المصرية رسالة شكر في ذلك الوقت إلى الفريق القائم على لعبة "ببجي" بعدما تم حذف الخاصية المثيرة للجدل.
ولعبة "ببجي" ظهرت على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، ظهرت عام 2017، وتقوم فكرتها على معارك يشارك فيها لاعبون من مختلف أنحاء العالم عبر الإنترنت، وانتشرت اللعبة على نطاقٍ واسع في عدد من الدول العربية وبشكل خاص في أوساط المراهقين.
المصدر: بي بي سي