تباينت آراء العلماء حيال نسبة مناعة القطيع التي يحتاج إليها المجتمع، للوقاية من وباء كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد، وما إذا كانت بعض المناطق قد وصلت إليها بالفعل، أم لا.
ومناعة القطيع، هي وسيلة لوقاية الناس من المرض بإبطاء انتشار الفيروس، وتتحقق بإصابة نسبة معينة من السكان بالعدوى، أو التطعيم، تقدر بنحو 70 في المئة.
لكن بعض الخبراء، كانوا أكثر تفاؤلا وإثارة للجدل، عندما حددوا نسبا أقل من ذلك بكثير، تصل إلى نحو 10-20 في المئة من السكان فقط. وقالوا إن بعض المناطق والدول، (مثل بلجيكا وبريطانيا وإسبانيا)، قد وصلت بالفعل لمناعة القطيع، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
واستند العلماء في تقديراتهم إلى نماذج إحصائية معقدة للوباء، أجريت في بعض المناطق، خصوصا تلك التي شهدت تفشيا واسعا للوباء، مثل نيويورك ولندن ومومباي.
ولم يستبعد بيل هاناج، عالم الأوبئة في جامعة هارفارد، وجود مناعة كبيرة في أجزاء من هذه المدن، ضد فيروس كورونا المستجد، وقال لنيويورك تايمز "أنا مستعد تمامًا للاعتقاد بوجود جيوب في مدينتي نيويورك ولندن، تتمتع بمناعة كبيرة. ما سيحدث خلال هذا الشتاء سوف يعكس ذلك.. (لكن) الأمر بالنسبة للسكان ككل، محفوف بالمخاطر".
فحوص المرض العشوائية في بعض المناطق الفقيرة في مومباي، على سبيل المثال، أظهرت إصابة السكان بنسب تفاوتت بين 51-57 في المئة، حسب التقرير.
توم بريتون، عالم الرياضيات في جامعة ستوكهولم، يضع نموذجه عند 43 في المئة، أي أن الفيروس لا يمكن أن يواصل انتشاره في المجتمع بعد إصابة هذه النسبة المئوية من السكان، بالعدوى ثم التعافي.
ويستند حساب مناعة القطيع إلى رقم يسمى R0، وهو مؤشر على عدد الأشخاص الذين يلتقطون العدوى من شخص واحد.
والعملية ككل، معقدة، فاستجابة الناس للمرض، تختلف من شخص لآخر ومن مجموعة لأخرى، وحسب المناطق الجغرافية.
ومع وضع هذه الاختلافات في الاعتبار، تتباين تقديرات مناعة القطيع، لدرجة أن بعض الباحثين اقترحوا حدوثها بنسبة تحصين تتراوح بين 10 إلى 20 في المئة من السكان.
وقالت سونيترا جوبتا، عالمة الأوبئة النظرية بجامعة أكسفورد، إن لندن ونيويورك ربما وصلتا بالفعل إلى مناعة القطيع بسبب التباين بين الناس والمناعة الموجودة لديهم بالفعل من أمراض البرد الشائعة، التي قد تحمي ضد كوفيد-19.
"وهذا قد يكون سبب انخفاض العدوى في مناطق مثل نيويورك"، حسب جوبتا.
في المقابل، يحذر آخرون من أن الأرقام المذكورة، عبارة عن تخمينات وعلى المجتمعات ألا "تلعب بالنار"، بحسب التقرير.
وقضية مناعة القطيع لا تزال مثار جدل، بسبب اعتمادها كوسيلة لحماية السكان، كما حدث في السويد، باعتبار أن ثمنها قد يكون باهظا وتكلفته هي موت كثير من الناس. كما أن فترة الحماية التي توفرها الأجسام المضادة، تعد عاملا إضافيا مهما في مناعة القطيع.
ومع ذلك، فإن أي مجموعة من البشر تصاب بالمرض وتتعافى منه، يمكن أن تساعد بشكل عام في تحديد فئات الناس التي يجب أن تحظى بالأولوية في الحصول على اللقاح المرتقب إنتاجه ضد الفيروس، والذي يعتبر الوسيلة الأنجع في القضاء على الوباء، حسب باحثين.
المصدر: الحرة الامريكية