كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن صبياً في التاسعة من عمره مريض بفيروس كورونا المستجد، أصيب به في شرق فرنسا، ولم ينقل المرض لغيره بالرغم من اتصاله بـ170 شخصاً، وفقاً لبحث يشير إلى أنَّ الأطفال قد لا يكون لهم دور كبير في نشر العدوى.
تقرير للصحيفة البريطانية نُشر الثلاثاء، 21 أبريل/نيسان 2020، أشار إلى أن الصبي كان بين مجموعة حالات إصابة مرتبطة بستيف ويلش، رجل الأعمال الذي أصبح أول بريطاني يصاب بالفيروس عقب حضور مؤتمر مبيعات في سنغافورة، في شهر يناير/كانون الثاني، ونقل العدوى لبريطانيين آخرين خلال قضاء إجازة في منتجع تزلج على الجليد في فرنسا.
وأظهر تحقيق أجرته هيئة الصحة العامة في فرنسا، أنَّ الطفل البالغ من العمر 9 سنوات لم ينقل المرض إلى أشقائه أو أي شخص آخر، على الرغم من اتصاله بـ172 شخصاً في أثناء تلقي دروس تزلج في ثلاث مدارس مختلفة، وعُزِل هؤلاء الأشخاص جميعاً ضمن الإجراءات الوقائية.
يصف تقرير يتناول تحقيق هيئة الصحة، نُشِر في دورية Clinical Infectious Diseases، كيف كشفت الفحوصات عن أنَّ الصبي مصاب بـ”سارس-كوف-2″، وهو الفيروس الذي يسبب “كوفيد-19″، وأيضاً الإنفلونزا وفيروس البرد الشائع. بينما أصيب أشقاؤه بهذا الفيروس الأخير لكن لم يلتقط أي منهم “سارس-كوف-2”.
قال كوستاس دانيس، عالم الأوبئة في هيئة الصحة العامة في فرنسا، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية AFP: “طفل واحد مصاب بعدد من الفيروسات في الجهاز التنفسي ارتاد ثلاث مدارس مختلفة بينما كان يعاني من الأعراض، لكنه لم ينقل الفيروس، وهو ما يشير إلى احتمال وجود ديناميات انتقال مختلفة لدى الأطفال”.
ولم تظهر على الصبي سوى أعراض خفيفة، وعندما خضع للفحص وُجِد أنَّ لديه مستويات من الفيروس منخفضة، لدرجة يصعب معها اكتشافه. ويُعتقَد أنَّ انخفاض مستوى العدوى يفسر سبب عدم نقل الصبي الفيروس للآخرين.
يعتقد الباحثون أنه نظراً لأنَّ الأطفال لا تظهر عليهم عادةً إلا أعراض طفيفة، يقل معدل نقلهم للفيروس كثيراً عن البالغين المصابين. وكتب الباحثون: “قد لا يكون الأطفال مصدراً مهماً لانتقال هذا الفيروس الجديد”.
من غير الواضح ما السبب الذي يجعل الأطفال عامة يفلتون من أخطر مراحل الإصابة، لكن العديد من العلماء يعتقدون أن استجابتهم المناعية ربما تكون قادرة بطريقة ما على التخلص من العدوى أسرع من البالغين، الذين يصيبهم المرض بدرجة أقوى.
من جانبه، قال البروفيسور جوناثان بول، عالم الفيروسات بجامعة نوتنغهام البريطانية: “هدفنا الوصول لفهم أفضل عن ماهية المسؤول عن انتقال العدوى، ومتى يكون تطور المرض قطعة مهمة للغاية من الأحجية، لكن ما زلنا لا نمتلك أية رؤية حقيقية. ما زلت أسمع عن حالات عدوى لا تظهر عليها أعراض خطيرة، على سبيل المثال أفراد البحرية الأمريكية، لكن إلى الآن ليست لدي فكرة حقيقية عن مدى أهميتها فيما يتعلق بالانتشار”.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يقول الدكتور ماليك بيريس، رئيس قسم الفيروسات في جامعة هونغ كونغ، الذي طوَّر فحصاً تشخيصياً من أجل فيروس كورونا الجديد: “الأطفال يصابون، لكنهم يمرّون بمرض أخفّ، وربما لا يرى الأطباء المزيدَ من الأطفال المصابين، لأننا ليست لدينا بيانات عن الحالات الأخف”.
في إحدى الحالات المنشورة طفل عمره 10 سنوات سافر إلى ووهان، مركز التفشي، مع عائلته، ولدى مغادرتهم ظهر على أفراد العائلة الآخرين المصابين، الذين تتراوح أعمارهم بين 33 إلى 66 عاماً أعراض مثل الحمى، والتهاب الحلق، والإسهال، والالتهاب الرئوي.
وجد الأطباء أن الطفل أيضاً كان لديه الالتهاب الرئوي الفيروسي في الرئتين، لكن لم تكن هناك أعراض ظاهرة، ويشك بعض العلماء في أن هذا هو النمط المعتاد لفيروس كورونا في الأطفال.
قالت الدكتورة رينا ماكنتاير، عالمة الأوبئة في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، بأستراليا، التي تدرس انتشار فيروس كورونا الجديد: “إن الأطفال إما أن يكونوا مصابين دون أعراض، أو أن لديهم إصابة خفيفة جداً”.
المصدر: عربي بوست