ظهر فيروس كورونا المستجد في نهاية عام 2019 وأصاب الآلاف حول العالم، وهناك بالفعل إشارات تدل على أن بعض المرضى قد يستغرقون وقتاً طويلاً للتعافي الكامل منه، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ويعتمد وقت التعافي على مدى إصابتك بالمرض في المقام الأول. فبعض الناس قد يتعافون منه بسرعة، ولكن بالنسبة للآخرين يمكن أن يترك الفيروس مشاكل دائمة.
ويعتمد ذلك على عوامل مثل العمر والجنس والمشاكل الصحية الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بعوارض خطيرة تتعلق بـ«كورونا».
وكلما كان العلاج الذي تتلقاه أكثر توغلاً ويحتاج لمدة زمنية أطول، كلما استغرق التعافي من الفيروس وقتاً أكثر.
ماذا لو كان لديك أعراض خفيفة فقط؟
معظم الأشخاص الذين يصابون بـ«كوفيد - 19» يعانون من أعراض أساسية نوعاً ما، مثل السعال أو الحمى. لكنهم قد يعانون من آلام في الجسم والتعب، والتهاب الحلق والصداع.
ويكون السعال جافاً في البداية، ليتحول بعد ذلك إلى رطب.
ويتم علاج هذه الأعراض عبر أخذ قسط من الراحة في الفراش والكثير من السوائل ومخففات الآلام مثل الباراسيتامول.
ويجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة أن يتعافوا بشكل جيد وسريع، حيث تستقر الحمى في أقل من أسبوع، رغم أن السعال قد يستمر لمدة أطول. ويقول تحليل منظمة الصحة العالمية للبيانات الصينية أن التعافي يستغرق أسبوعين في المتوسط.
ماذا لو كان لديك أعراض أكثر خطورة؟
يمكن أن يصبح المرض أكثر خطورة بالنسبة للبعض. يميل هذا إلى حدوث بعد نحو سبعة إلى 10 أيام من الإصابة.
ويمكن أن يكون التحول مفاجئاً، حيث يصبح التنفس صعباً وتلتهب الرئتان. وسبب ذلك أنه رغم أن الجهاز المناعي للجسم يحاول المقاومة - فهو في الواقع رد فعل مبالغ فيه ويواجه الجسم ضرراً جانبياً.
وسيحتاج بعض الأشخاص إلى دخول المستشفى للعلاج بالأكسجين.
وتقول الطبيبة سارة جارفيس: «ضيق التنفس قد يستغرق بعض الوقت للتحسن... الجسم يتغلب على الندوب والالتهابات».
وتضيف أن التعافي قد يستغرق من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع، مع استمرار الشعور بالتعب.
ماذا لو احتجت إلى عناية مركزة؟
تقدر منظمة الصحة العالمية أن شخصاً واحداً من كل 20 شخصاً سيحتاج إلى علاج بالعناية المركزة، والذي يمكن أن يشمل التخدير ووضع جهاز التنفس الصناعي.
وتقول الدكتورة أليسون بيتارد، عميدة كلية طب العناية المركزة، إن عودة المريض إلى وضعه الطبيعي بعد حاجته إلى قضاء الوقت في العناية المركزة قد تستغرق من 12 إلى 18 شهراً.
ويؤدي قضاء وقت طويل في سرير المستشفى إلى فقدان كتلة من العضلات. وسيكون المرضى ضعفاء وستستغرق العضلات وقتاً لتكوينها مرة أخرى. وسيحتاج بعض الأشخاص إلى العلاج الفيزيائي للمشي مرة أخرى.
وبسبب ما يمر به الجسم في وحدة العناية المركزة، هناك أيضاً احتمال إصابته بالهذيان وباضطرابات النفسية.
ويقول بول تووس، اختصاصي العلاج الفيزيائي في كارديف ومجلس جامعة فالي الصحي: «يبدو أن هناك عنصراً إضافياً في هذا المرض - إن التعب الفيروسي هو بالتأكيد عامل ضخم».
وكانت هناك تقارير من الصين وإيطاليا تتحدث عن معاناة المرضى من ضعف في الجسم كله وضيق التنفس بعد أي مستوى من الجهد والسعال المستمر، بالإضافة إلى الحاجة إلى الكثير من النوم.
وتابع تووس: «نحن نعلم أن المرضى يستغرقون فترة طويلة للتعافي».
ولكن من الصعب التعميم، حيث يقضي بعض الأشخاص فترات قصيرة نسبياً في الرعاية الحرجة، بينما يتم إخضاع آخرين للتنفس الصناعي لأسابيع.
هل سيؤثر الفيروس على صحتك على المدى الطويل؟
لا يعلم الأطباء إن كان الفيروس يؤثر على الصحة على المدى الطويل بشكل دقيق.
لكن، تتطور عوارض فيروس كورونا لدى المرضى الذين يعانون من فرط نشاط الجهاز المناعي، مما يتسبب في تلف الرئتين.
ويقول تووس: «هناك بيانات جيدة حقاً أنه حتى بعد خمس سنوات، يمكن للناس أن يواجهوا صعوبات جسدية ونفسية مستمرة».
ويضيف الدكتور جيمس جيل، طبيب عام ومحاضر في كلية الطب في وارويك، إن الناس بحاجة أيضاً إلى دعم يتعلق بالصحة العقلية لتحسين القدرة على التعافي.
ويتابع: «اضطراب ما بعد الصدمة لدى هؤلاء المرضى الأكثر خطورة ليس مفاجئاً. ستكون هناك ندوب نفسية كبيرة بالنسبة للكثيرين».
وهناك احتمال أيضاً أن حتى الإصابة بعوارض بسيطة قد تترك المرضى يعانون من مشاكل صحية طويلة الأجل، مثل الشعور بالتعب.
المصدر: الشرق الاوسط