شكلت أزمة فيروس كورونا المستجد صدمة عالمية، وباتت دول العالم تبذل قصارى جهدها للتعامل مع تداعياته، في وقت تفوقت فيه ألمانيا في ذلك، فما السر؟
وبدأت ألمانيا في الأيام الأولى لأزمة كورونا بإجراء أعداد كبيرة من الفحوص، مما ساعد السلطات الصحية في التعرف على الحالات المبكرة، وبالتالي تتبع سلسلة العدوى بشكل أفضل.
ووفقا لوسائل إعلام عديدة، فإن سبب التفوق الألماني في التعامل مع كورونا هو عدد أجهزة التنفس الصناعي والأماكن المخصصة للرعاية المركزة للحالات الحرجة.
وحتى قبل أزمة كورونا، تفوقت ألمانيا أوروبيا في عدد أجهزة التنفس الصناعي وعدد الأماكن المتاحة بأقسام العناية المركزة في المستشفيات.
ففي حين يتوفر في ألمانيا الآن حوالي 28 ألف سرير مع أجهزة تنفس صناعي في أقسام العناية المركزة، تنوي الحكومة الألمانية إضافة أماكن جديدة في الفترة المقبلة لتصل إلى 40 ألف سرير، بحسب موقع "تاغس شاو" التابع للقناة العمومية الألمانية الأولى.
أما في بريطانيا، على سبيل المثال، فيوجد أربعة آلاف مكان فقط في هذه الأقسام، طبقا لما ذكرته محطة "أن تي في" الإخبارية الألمانية.
ويقول تقرير في دويتشه فيله إن بريطانيا توجهت إلى ألمانيا طلبا للمساعدة في مواجهة كورونا، ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك -الذي تعافى حديثا من فيروس كورونا- تصريحه بأن هذه فترة "غير مسبوقة لنظامنا الصحي" في بلده.
وأضاف الوزير أن هناك تحديات عديدة تواجه بريطانيا في الأزمة الحالية، في مقدمتها عدم وجود الأدوات والقدرات التشخيصية المناسبة، على عكس ألمانيا التي تتميز بصناعة المعدات الطبية.
وقال الوزير البريطاني "لدينا أفضل المختبرات العلمية في العالم، لكن ليس لدينا السعة. ألمانيا على سبيل المثال كان لديها حوالي مئة مختبر مجهز عند بداية الأزمة، أما نحن تعين علينا البدء من مستوى أكثر انخفاضا".
وتحلل ألمانيا 80 ألف عينة كورونا في اليوم الواحد، في حين يصل العدد في بريطانيا إلى ثمانية آلاف عينة فقط، وفقا لصحيفة "ذي صن" البريطانية.
وأدى ذلك إلى طلب بريطانيا المساعدة من ألمانيا في تحليل نتائج الفحوص، حيث ذكرت "ذي صن" أن المختبرات في بريطانيا تظهر النتائج خلال أربعة أيام، في حين تقدم المختبرات الألمانية نتيجة التحليل في اليوم نفسه.
وكان عالم الفيروسات الألماني كريستسان دورستن، وهو أيضا قائد الفريق الطبي الذي طوّر أول اختبار لكورونا بجامعة "شاريتيه" في برلين، صرح لوكالة أسوشيتد برس بأن سبب انخفاض معدل الوفيات في ألمانيا مقارنة بدول أخرى، رغم ارتفاع نسبة الإصابات، هو أن ألمانيا تجري اختبارات فيروس كورونا على نطاق واسع جدا.
وبحسب تصريحات دورستن تجري ألمانيا حوالي نصف مليون اختبار فيروس كورونا في الأسبوع الواحد.
ومدحت صحيفة غارديان البريطانية النظام الفدرالي الألماني الذي يسهل من اتخاذ القرارات السريعة، ويعطي عددا أكبر من المختبرات حرية إجراء التحاليل والاختبارات اللازمة، على عكس النظام المركزي البريطاني.
وعلى الرغم من أداء ألمانيا المتميز في التعامل مع الجائحة، فإن مدير معهد روبرت كوخ الألماني لوتار فيلر دعا في مؤتمر صحفي الجمعة إلى الحذر في قراءة الأرقام.
وقال إن عدد الوفيات قد يزيد وإنه بالتأكيد "أقل" من الرقم الفعلي، رغم أن ألمانيا، التي لا يتجاوز فيها معدل الوفيات 1.2%، لا تزال تواجه الأزمة الصحية بشكل أفضل من الدول الأوروبية المجاورة.
واعتبر فيلر أن ذلك "مرتبط بواقع عدم التمكن من إجراء الفحص لكل شخص"، مشيرا إلى أن مستوى ذروة انتشار الوباء لم تصله ألمانيا بعد.
المصدر: DW
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 08 أبريل, 2020
لماذا يصيب كورونا بعض الأشخاص بشكل حاد؟
الثلاثاء, 07 أبريل, 2020
لا ينبغي تجاهلها.. أعراض أقل ظهورا لفيروس كورونا
الثلاثاء, 07 أبريل, 2020
تقوية المناعة.. أول سلاح في مواجهة الوباء