قالت وكالة “ناسا” للفضاء إن كويكباً عملاقاً يفوق حجم أطول بناء في العالم مرّ بسلام بجوار كوكب الأرض، السبت 15 فبراير/شباط 2020. وتُشير البيانات إلى أنه يُعتقد أن يتراوح قُطر الجرم الفضائي -الملقب برقم 163373 (2002 PZ39)- بين 1,400 و3,200 قدم طبقاً لمقدار حجم الجسم.
لماذا الخبر مهم: يعني هذا أن طول الكويكب يتعدى طول ناطحة سحاب (برج خليفة) في دبي، أطول بناء على كوكب الأرض، وفق ما ذكرته مجلة Newsweek الأمريكية.
فقد اقترب الجرم 2002 PZ39 السبت، 15 فبراير/شباط، في الساعة 2:05 بتوقيت مكة المكرمة. ويطير الجرم مارّاً بكوكبنا بمسافة تُقدر نحو 3.6 مليون ميل، أو ما يُقارب ضعف المسافة بين الأرض والقمر بخمس عشرة مرة.
وسوف يطير الجرم مارّاً بالأرض بسرعة 34,000 ميل/ساعة تقريباً، أي ما يعادل 20 ضعف السرعة القصوى لطائرة مقاتلة من طراز F-16.
وقد حدد العلماء مسار الكويكب وأكدوا على عدم وجود أي احتمالية للضرر بكوكبنا خلال اقتراب هذا الجرم منه.
مع ذلك، فقد صنّفه مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة ناسا CNEOS على أنه من الأجرام القريبة من الأرض “محتملة المخاطر”.
يشمل مصطلح الأجسام القريبة من الأرض NEO أي مذنب أو كويكب يُحتمل أن تبلغ المسافة بينه وبين نجمنا 121 مليون ميل تقريباً، أو 30 مليوناً من المسار المداري الخاص بكوكب الأرض.
يُشير وصف “محتملة المخاطر” في الأساس إلى الأجسام القريبة من الأرض، التي يتعدى قطرها 460 قدماً، والتي سوف تقترب من الأرض في المستقبل على مسافة 0.05 وحدة فلكية، أو 4.6 مليون ميل تقريباً.
وقال بول شوادس، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض، إننا على علم حالياً بوجود أكثر من 25 ألف جسم فضائي قريب من الأرض يتعدى قطره 460 قدماً. ومع ذلك، فإنه يُتوقع أن يفوق الرقم الحقيقي هذا التقدير، إذ تُشير التقديرات إلى أنه لم يُعرف سوى 35% من الرقم الإجمالي. بالإضافة إلى أن حوالي 5,000 جسم من تلك الأجسام المعروفة تطابق بالفعل المعايير التي تؤهلها لحمل وصف “محتملة المخاطر”.
كما صرّح شوادس من قبل لمجلة Newsweek قائلاً: “اقتراب الكويكبات بذلك الحجم من كوكب الأرض بتلك المسافات الكبيرة نسبياً (تتعدى من 15 إلى 20 مسافة قمرية) ليست استثنائية على الإطلاق، بل إن متوسط حدوثها يكون مرة واحدة في الشهر تقريباً”.
فيما أضاف قائلاً: “لبعض الكويكبات فرصة طفيفة للغاية في التأثير على كوكب الأرض خلال القرنين التاليين. يمتلك كويكب بينو حالياً فرصة وحيدة خلال بضعة آلاف من السنين للتأثير على كوكب الأرض خلال قرنين من الزمن، بدءاً من الآن. ولكن نتيجةً لاستمرارنا في تتبعه أتوقع تلاشي تلك الفرصة. بالإضافة إلى أن الكويكبات الأخرى المعروفة لا يمتلك أي منها فرصة كبيرة للتأثير على كوكب الأرض خلال القرن التالي”.
ترجمة: عربي بوست