الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية يتسبب في قلة النوم ويحدث ضررا بالعينين- جيتي
نشرت مجلة "فاست كومباني" الأمريكية مقالا تحدث فيه الكاتب فيليب يوهاس عن تأثير ضوء الشاشات الإلكترونية على صحة العينين وعلى النوم، واستعرض أبرز النصائح للحد منه.
وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية يتسبب في قلة النوم ويحدث ضررا بالعينين، إذ تصدر الأجهزة الإلكترونية الشخصية نسبة مهمة من الضوء الأزرق الذي يتميز بمستوى عالي من الطاقة، مما يعني أنه بإمكانه إتلاف الأنسجة الرقيقة للعين والمرور عبرها إلى الشبكية.
وأضاف الكاتب أنه عندما يتعلق الأمر بحماية رؤيتك والحفاظ على صحة عينيك، فلا يمثل الضوء الأزرق مصدر قلقك الأكبر. وعندما يتعلق الأمر بالضوء الأزرق والأضرار التي يُلحقها بالشبكية، فيجدر بك أخذ الشمس بعين الإعتبار، ذلك لأنها تمثل مصدرا مهما لانبعاث هذا الضوء، حيث أن الضوء المنبعث في ظهيرة مشمسة يكون أقوى بحوالي مئة ألف مرة من الضوء المنبعث من شاشة الحاسوب.
مع ذلك، نادرا ما أثبتت الدراسات وجود أي صلة بين التعرض لأشعة الشمس وتطورالتنكس البقعي المرتبط بالسن، وهو مرض يصيب الشبكية ويؤدي إلى فقدان البصر. لذلك، بالإستناد إلى دراسة نظرية حديثة فإنه من غير المحتمل أن تتضرر شبكية العين بسبب الألواح الإلكترونية.
وأورد الكاتب أن العين البشرية تتمتع بعناصر واقية، مثل الأصباغ البقعية والقدرة الطبيعية للعدسة البلورية على حجب الأشعة الزرقاء، إذ تمتص هذه العناصرالضوء الأزرق قبل أن يصل إلى شبكية العين الحساسة. في المقابل، لا يعني ذلك أنك بحاجة للتخلص من النظارات الشمسية، ذلك لأنها توفر فوائد تتجاوز حماية عينيك من ضوء الشمس الأزرق. على سبيل المثال، يعرقل إرتداء النظارات الشمسية تطور مرض إعتام عدسة العين.
وأوضح الكاتب أنه على الرغم من إثبات عدم تأثير الضوء الأزرق على الشبكية، لا يعني ذلك أن أجهزتك الإلكترونية غير ضارة أو أن الضوء الأزرق لا يؤثر على عينيك. وبشكل عام، يعطل الضوء الأزرق فيزيولوجيا النوم الصحي، حيث تُعلِم الخلايا الحساسة للضوء الأزرق الساعة البيولوجية للمخ بطبيعة الضوء في البيئة المحيطة. لذلك، عندما تنظر إلى شاشة منيرة بشدة، فإن هذه الخلايا ستساعد في ضبط ساعتك البيولوجية على اليقظة التي تشهدها على مستوى النهار.
الجدير بالذكر أن التخلص من الضوء الأزرق وحده لا يؤدي إلى قطع هذا التأثير السلبي عندما يتعلق الأمر بتحسين النوم، لذلك تحتاج إلى تعتيم كل الألوان. ووفقا لدراسة حديثة، لم يحس الأشخاص الذين قضوا فترة طويلة أمام الكمبيوتر براحة أكثر عند الابتعاد عن الضوء الأزرق.
وأشار الكاتب أولا إلى أن التعرض إلى أي ضوء ساطع قبل الخلود إلى النوم من شأنه أن يؤثر على النوم لاحقا، إذ تشير الأدلة المتزايدة إلى أن القراءة من خلال شاشة بدلا عن كتاب عادي قبل النوم من شأنه أن يزيد في الوقت الذي يستغرقه الشخص ليغفو كما تؤثر على التركيز وتقلل من نشاط الدماغ في اليوم التالي. تجدر الإشارة إلى أن إمساك الهاتف بالقرب من عينيك قد يؤدي على الأرجح إلى تفاقم المشكلة.
ثانيا، لا تمنع المنتجات التي تزعم أنها تعرقل الضوء الأزرق الكثير منه. على سبيل المثال، لا يمنع المرشح البصري المضمن في النظارات الطبية والخاص بعرقلة الضوء الأزرق إلا 15 بالمئة من أشعة الضوء الأزرق المنبعثة من الشاشات. من جهة أخرى، استنتج تحليل حديث أن العدسات والأغطية الحاجبة للضوء الأزرق لا تؤثر على جودة النوم أو على الإحساس بالراحة أثناء إستخدام الكمبيوتر أو على صحة الشبكية.
وذكر الكاتب بعض الطرق لجعل شاشة العرض أكثر راحة وأكثر ملاءمة لمساعدتك على النوم. وعلى سبيل المثال، قم بإيقاف تشغيل أجهزتك الإلكترونية قبل النوم، حيث توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تكون غرف النوم عبارة عن مناطق "خالية من الشاشات".
أما بالنسبة إلى حالات إجهاد العين، تأكد من حصولك على النظارات المناسبة أو العدسات اللاصقة، ولا تنسى أيضا العناية بسطح عينيك، فنحن لا ننظر فقط إلى شاشات الكمبيوتر فقط، بل نحدق بها. في هذا السياق، ينخفض معدل رمش العين لدينا من حوالي 12 طرفة في الدقيقة إلى 6، حيث ينصح باتباع خطوتين للمحافظة على رطوبة الأعين أثناء جلسات الكمبيوتر الطويلة.
أولاً، اتبع قاعدة "20-20-20"، إذ تُعرّف جمعية البصريات الأمريكية هذه القاعدة بأنها عبارة عن أخذ استراحة لمدة 20 ثانية لكل 20 دقيقة للنظر إلى شيء ما على بعد 20 قدما للسماح لعينيك بالاسترخاء. علاوة على ذلك، استخدم قطرات العين قبل أن تتعرض لشاشة الكمبيوتر، إذ أن هذه الطريقة من شأنها أن تعزز إفراز الدموع الطبيعية للجسم وتحافظ على رطوبة العين.
في الختام، وبناء على بحث الكاتب، ينصح بإبقاء الشاشات خارج غرفة النوم الخاصة بك وتعتيمها قبل النوم فضلا عن الحفاظ على رطوبة العينين، ولا تنسى أن تطرف بعينيك.