ريان كاجي طفل صغير السن ولكنه رجل أعمال من الدرجة الأولى، يبلغ من العمر ثماني سنوات ولكن يكسب ملايين الدولارات.
جمع ثروته من خلال مجموعة فيديوهات على يوتيوب وانتهت الحال به إلى صراع عمالقة مواقع التواصل الاجتماعي عليه، فالمكاسب أصبحت لا حصر لها، إلا أن الصورة ليست إيجابية تماما، فهناك من يرى أن حقوق الخصوصية للأطفال قد انتهكت ويجب وقف هذا العبث فورا.
"ريان تويز ريفيو" (Ryan Toys Review) إحدى أشهر قنوات يوتيوب المخصصة للأطفال، يظهر من خلالها الطفل ريان، من مواليد أكتوبر/تشرين الأول 2011، بدأت شهرته مع إطلاق القناة في عام 2015، ليصل عدد المشتركين إلى 21.8 مليون شخص.
يستعرض الطفل ريان كاجي ألعاب الأطفال المخصصة لعمر أقل من ست سنوات، ويطلع الجمهور -ومعظمهم من الأطفال أيضا- على آرائه في تلك الألعاب.
لماذا تطارده الحكومة الأميركية؟
أثارت القناة ضجة كبيرة في الولايات المتحدة، إذ تقدمت مجموعة مراقبة الإعلانات بلجنة التجارة الفدرالية بشكوى ضد المحتوى المقدم على هذه القناة لكونها تقوم باستغلال طفل صغير في محاولة لكسب المال، وهو أمر غير قانوني، ما دفع اللجنة بمطالبة جميع هذه الشركات بوضع علاماتها التجارية بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي حقيقة الأمر فالطفل ريان يملك قدرة كبيرة على اجتذاب أقرانه من الأطفال حيث تخطت نسبة المشاهدة على قناته أكثر من ثلاثين مليونا.
اللغط الشديد الذي أثير حوله يرجع إلى أن جمهور هذه القناة من الأطفال لا يستطيع أن يفرق بين الفقرات التمثيلية غير الدعائية والإعلانات مدفوعة الأجر.
عمالقة التجارة يستهدفون "ريان"
ويقدم الطفل ريان ما يقرب من 90% من فقراته مدفوعة الأجر، حيث تمول القناة العديد من الشركات الأميركية العملاقة على رأسها نتفليكس وهاسبرو وولمارت، وتشك إي، وتشيز آند نيكيلوديون، إذ يقوم ريان باستعراض منتجات تلك الشركات بصورة إيجابية جاذبة، لإغراء وتحفيز الأطفال على اقتنائها، ومن ثم الضغط على آبائهم لشرائها، وفقا لتقرير بيزنس إنسايدر.
ويتعجب المدير التنفيذي لحملة حماية الأطفال جوش جولين من الإعلانات المدفوعة بأن هناك إفصاحا يظهر على العديد من الفقرات الإعلانية على القناة سواء بخط صغير في جانب الشاشة أو بتعليق صوتي قبل الفقرة، ولكن هل هذا يكفي لحماية طفل يبلغ من العمر خمس سنوات.
وقت شيق أمام الشاشة
يدافع شيون كاجي، والد ريان، عن ابنه قائلا "نضع في عين الاعتبار كل الأطفال الذين يشاهدون القناة، والترفيه عن هؤلاء الأطفال وجعلهم يمضون وقتا شيقا أمام الشاشة هو هدفنا الوحيد ولذلك نحترم جميع القواعد والقوانين التي تصدر عن جميع المشرعين لاحترام مشاهدينا، ونقوم بكل الوسائل القانونية للتعريف بأن المحتوى المقدم مدفوع مقدما".
وخلال الفترة الماضية قامت شركة "تروث أن أدفرتايزينغ" (Truth in Advertising) برفع دعوى قانونية ضد قناة "ريان تويز ريفيو"، وهو ما اضطر شركة غوغل لدفع 170 مليون دولار، في جزء من تسوية مع اللجنة الفدرالية التجارية في الولايات المتحدة الأميركية والمدعي العام بولاية نيويورك لانتهاكهم قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، بحسب نيويورك تايمز.
حيث قال مقيمو الدعوى إن يوتيوب جمع الملايين من البيانات الشخصية للمشاهدين الصغار بشكل غير قانوني ثم استخدمها لجذب ملايين الدولارات عبر الإعلانات المستهدفة.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل صرح العديد من أعضاء مجلس النواب أنهم بصدد رفع دعوى قضائية أخرى ضد قناة ريان تويز ريفيو لأنها نشرت إعلانيين لسلسلة الوجبات السريعة "كارلز جي آر" (Carl’s Jr) دون توضيح أنها مادة دعائية مدفوعة الأجر.
عائلة ريان لا تنتهي
حققت قناة ريان تويز ريفيو المدارة عائليًا على يوتيوب دخلا يقدر بـ 22 مليون دولار قبل الضريبة من 1 يونيو/حزيران 2017 ، حتى 1 يونيو/حزيران 2018، وفقًا لتقرير فوربس، وتقدر ثروة الطفل ريان بمئة مليون دولار، حصل عليها أرباحا من يوتيوب ومشروعات أخرى جلبتها له الشهرة.
وبعد النجاح الساحق لقناة ريان، التي تعد أحد أشهر خمس قنوات على يوتيوب، قرر والداه إطلاق قناة أخرى تحمل اسم عائلة ريان يظهر من خلالها الأبوان وشقيقتا ريان التوأم كيت وإيما. لتستمر العائلة في تحقيق أرباحها من مشاهدات الأطفال.
المصدر : الجزيرة نت