لا يبدو الدم الأزرق مجرد وصفٍ للملوك؛ لكنه في الحقيقة شيء لا ينبغي لأحدٍ أن يتمناه أبداً، فوجوده في الجسم يعني مشكلة صحية كبيرة قد تودي بصاحبها.
إذ نُقلِت امرأةٌ تبلغ من العمر 25 عاماً إلى المستشفى في جزيرة رودهي بالولايات المتحدة، بعد أن ظهرت عليها أعراض التعب وصعوبة في التنفس وتغيُّر في لون الجلد، والذي تحول في أجزاءٍ من جسمها إلى لونٍ أزرق غامق، وكان أكثر وضوحاً في الأظافر.
ونُشرِتَ الحالة هذا الأسبوع في دورية The New England Journal of Medicine الطبية، بحسب ما ذكرته شبكة BBC Mundo البريطانية.
ووفقاً للمجلة الطبية، فإنه عند علاج المرأة في قسم الطوارئ بالمستشفى، كانت تتنفس 22 نفساً في الدقيقة، وهي حالةٌ شاذة؛ لأنَّ المعدل المعتاد بالنسبة للبالغين يتراوح بين 12 و 20 نفساً، وفقاً للمكتبة الوطنية للطب NLM في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة Guardian البريطانية، إن المرأة أبلغت الأطباء بأنها تشعر بالوهن، وأنَّ لونها أصبح أزرق.
وقرَّر الأطباء المناوبون، بمن فيهم الدكتور أوتيس يو وارن، الذي وقّع المذكرة في دورية The New England Journal of Medicine، أنَّها مصابةٌ بالزرقة.
والزرقة هي حالةٌ قلبية تسبب التلوُّن الأزرق لبعض أجزاء الجلد، وخاصةً الشفاه وأصابع اليدين والقدمين، بسبب ضعف الأكسجين في الدم، وفقاً للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة.
وحين لا توجد كميةٌ كافية من الأكسجين في الدم، يصير لونه أزرق بدلاً من اللون الأحمر.
وكانت المرأة مصابة بما أسماه الدكتور وارن «ميتهيموغلوبينية الدم المكتسبة»، وهو اضطرابٌ نادر في الدم، يؤدي إلى إنتاج الجسم لميتيموغلوبين أكثر، وهو نوع من الهيموغلوبين.
وهذا الميتهيموغلوبين على وجه التحديد هو الذي يمنع إطلاق الأكسجين بشكل صحيح في الأنسجة، مما يجعل الجلد بلونٍ أزرق.
ويمكن أن تحدث ميتهيموغلوبينية الدم بعد تعاطي بعض الأدوية بشكلٍ مفرط، بما في ذلك البنزوكايين.
وكانت المريضة قد أخذت هذا العلاج في اليوم السابق لتخفيف ألمٍ في الأسنان، وبعد العلاج بترياق أزرق الميثيلين، تلاشت الأعراض في بضع دقائق.
ومع ذلك، قرر الأطباء بقاءها ليلة في المستشفى، وإعطاءها جرعةً ثانية من الميثيلين قبل الخروج.
المصدر: عربي بوست