سيكون طلاق الأميرة هيا بنت الحسين من حاكم دبي محمد بن راشد، فيما لو تم، الأكثر تكلفة في تاريخ المملكة المتحدة؛ نظراً للثروة الهائلة التي يمتلكها زوج الأميرة هيا.
وبدأ الزوجان معركة قضائية في بريطانيا، بعد فرار الأميرة هيا إلى لندن هرباً من زوجها، وكانت قد تقدمت في نهاية يوليو/تموز الماضي بطلب إلى القضاء البريطاني، بـ «عدم التعرّض» الذي يحمي من المضايقة أو التهديدات، وقدمت أيضاً طلباً بالوصاية القضائية، التي تعني وضع طفل تحت سلطة المحكمة فيما يتعلق بالقرارات المهمة.
وقالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، الجمعة 2 أغسطس/آب 2019، إنه بالنظر إلى الثروة الهائلة لمحمد بن راشد والتي تُقدر بـ 9 مليارات جنيه إسترليني، «فليس من المدهش أن يكون طلاقهما المزمع هو الأكثر تكلفة في تاريخ القضاء البريطاني».
مليارات الدولارات
ويقول محامون بريطانيون إن تكلفة الطلاق في المملكة المتحدة ارتفعت بنسبة 17% منذ عام 2015، مشيرين إلى أنه كلما ازدادت ثروة الرجل ارتفع الرقم، حيث يضطر المُطِلق إلى دفع تكاليف عدة، بعضها متعلق بالرسوم القانونية، والسكن البديل.
وفي عام 2017، سُجلت حالة من بين أكثر قضايا الطلاق تكلفة في تاريخ البلاد، بعدما أصدرت محكمة بريطانية حكماً يُلزم الرجل بسداد أكثر من نصف مليار لزوجته السابقة، حيث انفصلا بعد 20 عاماً من الزواج.
وألزم القضاء حينها الرجل بدفع 453 مليون جنيه إسترليني (580 مليون دولار) كمؤخر لزوجته، حيث رأت المحكمة أنهما -وكلاهما من أصول روسية- كانا يتشاركان الحياة بالتساوي طيلة العقدين الماضيين وقررا أن ينهيا حياتهما الزوجية بعد أن أنجبا طفلين، وهو ما يوجب على الرجل أن يدفع هذا المبلغ بالنظر إلى إجمالي الثروة التي يملكها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، فإن المحكمة قررت منح الزوجة ما نسبته 41.5% من إجمالي ثروة الرجل التي كوّنها خلال الحياة الزوجية التي جمعتهما معاً، لتجد المحكمة أن ثروة الرجل تزيد على مليار جنيه إسترليني، وبالتالي حصلت المرأة على هذا المبلغ الضخم تعويضاً لها عن سنواتها العشرين التي شاركت فيها الرجل حياته.
وفي حال وقع الطلاق بين الأميرة هيا وحاكم دبي فإنه من المتوقع أن تحصل الأميرة على مليارات الدولارات، وهو ما لم يحدث سابقاً في المحاكم البريطانية.
وقالت The Daily Mail إن الحظ كان حليف الأميرة هيا؛ لأنها «تزوجت من أحد أغنى الرجال في العالم، وكانت قادرة على اعتبار الملكة صديقة لها».
وظل مكان إقامة الأميرة مجهولاً حتى هذا الأسبوع، عندما عادت للظهور في لندن لتخوض نزاعاً قضائياً على حضانة أطفالها من حاكم دبي.
قضية مقلقة للعائلة الحاكمة
وكانت المحكمة العليا في لندن أعلنت، الإثنين 29 يوليو/تموز 2019، أن موعد أول جلسة استماع تمهيدية بشأن النزاع بين حاكم دبي والأميرة هيا.
وتحدثت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية عن القضية في تقرير حمل عنوان: «حاكم دبي وزوجته الأردنية ينقلان نزاعهما إلى محكمة بريطانية».
وأشارت إلى أن القضية ذات حساسية فائقة للإمارات؛ لأنها تضع الحياة الشخصية لمحمد بن راشد، نائب رئيس الإمارات ورئيس وزراء البلاد، في عناوين الصحف العالمية.
وأضاف تقرير الصحيفة أن الجانبين أصدرا تصريحاً، الشهر الجاري، بعد جلسة خاصة، جاء فيه أن المعركة القضائية تتعلق بمصلحة أبنائهما وليس بالطلاق أو القضايا المادية.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن أشخاصاً مقربين من دائرة الحكم في دبي يقولون إن أحد أسباب الخلاف «يتعلق بقضية الأميرة لطيفة».
ويؤكد التقرير أن الأميرة لطيفة (33 عاماً)، إحدى بنات بن راشد من زيجة أخرى، وكانت موضع جدل بشأن مزاعم عن محاولتها الهرب من «نمط الحياة الخانق» في دبي.
وتحدثت الصحيفة عن اختطاف القوات الإماراتية للشيخة لطيفة من على متن يخت قبالة السواحل الهندية أثناء محاولتها الفرار من دبي، العام الماضي.
وقال التقرير إن طرفي القضية سيمثلهما محاميان بريطانيان بارزان: الأولى فيونا شاكلتون، الملقبة بزهرة الماغنوليا الفولاذية، محامية عن الأميرة هيا.
في حين أن ابن راشد ستمثله في القضية المحامية ليدي هلين وارد، التي مثَّلت المخرج البريطاني غاي ريتشي في قضية انفصاله عن زوجته مادونا.
المصدر: عربي بوست