يتمتع بعض الأشخاص بذكاء عاطفي بطبعهم مقارنة بغيرهم، ومع ذلك بإمكاننا جميعا اكتساب هذه السمة الشخصية أو تحسينها، كما أن الاهتمام بأفكارنا ومشاعرنا والحرص على الاصغاء للآخرين والبحث عن الأشياء التي نشعر بالامتنان لها في حياتنا يمكن أن يساعدنا في تطوير هذه السمة.
وتشير الدراسات إلى أن الذكاء العاطفي مهم للغاية في تسهيل النجاح، حيث أثبتت أن الأشخاص الذين يملكون سمات شخصية محددة عادة ما يتمتعون بحياة اجتماعية أفضل ويعيشون بسعادة.
وتطرق تقرير لموقع "لورنينغ مايند" الأميركي إلى العلامات التي تدل على تمتع المرء بقدر عالٍ من الذكاء العاطفي، تعرف عليها وتعلمها:
1. القدرة على فهم وتحديد العواطف
يتمتع الأشخاص الذين يملكون قدرا عاليا من الذكاء العاطفي بإدراك ذاتي، حيث يُعرفون بقدرتهم العالية على فهم مشاعرهم، مما يجعل من السهل عليهم التعامل مع عواطفهم بطريقة صحيحة.
ويستخدم هؤلاء لغة عاطفية ثرية تجعلهم قادرين على تحديد عواطفهم، فعلى سبيل المثال، بدلا من استعمال كلمة "سعيد" يميل هؤلاء الأشخاص إلى استخدام مجموعة غنية من المفردات التي تعبر عن سعادتهم، مثل "مبتهج" و"مسرور"، كما تساعد لغتهم هذه على التعامل مع المشاعر السلبية بشكل أكثر فاعلية.
2. القدرة على فهم مشاعر الآخرين
يستخدم الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي الإدراك الذاتي لتحديد مشاعر الآخرين، وتسهّل القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون مهمة تقديم المساعدة والدعم لهم، ويبادر هؤلاء بطرح أسئلة تتيح للآخرين الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم بطلاقة.
ويساعدهم هذا الأسلوب لاحقا على التوصل إلى الطريقة المناسبة لإدخال البهجة إلى قلب ذلك الشخص أو التهدئة من روعه، ويمكن لهذه الفئة من الأشخاص إنشاء علاقات مفيدة وهادفة.
3. جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة
التمتع بالقدرة على التواصل مع الآخرين يجعل هؤلاء الأشخاص قادرين على مراعاة مشاعر غيرهم، حيث يميلون إلى تذكر تفاصيل حياتهم، مثل عملهم واهتماماتهم.
ويملك الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي القدرة على جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة من خلال الاهتمام بهذه التفاصيل، فعلى سبيل المثال تذكر الزهور المفضلة لدى شخص ما وإحضارها لبعث البهجة في نفسه من علامات الذكاء العاطفي.
4. إدارة الأفكار
يدرك الأشخاص الأذكياء عاطفيا أن الأفكار هي مجرد أفكار وليست حقائق، ما يساعدهم على تجنب الحديث عن بعض المواضيع أكثر من اللازم.
وفضلا عن ذلك، يملك هؤلاء القدرة على فهم حقيقة أن الأفكار التي تجول في أذهاننا هي السبب وراء الحالة النفسية التي نعيشها، لذلك يعملون على التخلص من الأفكار غير المفيدة.
ولا يميل هؤلاء الأشخاص إلى حمل ضغائن أو الحديث عن الماضي فهم يدركون أنه لا يمكن تغييره، وأن التركيز على التجارب السلبية التي حدثت سابقا من شأنه أن يمنعهم من التمتع باللحظة الراهنة.
5. تقدير كل ما هو جيد
يساعد التوازن العاطفي الأشخاص على تقدير كل ما يملكونه وما استطاعوا تحقيقه ومنع الأفكار والمشاعر السلبية من السيطرة على تفكيرهم.
ويستطيع الأذكياء عاطفيا التركيز على الجانب الإيجابي في حياتهم وتحقيق توازن صحي، حيث إن التفكير في الجانب المشرق من حياتنا وما نشعر بالامتنان من أجله يساعدان على الخروج من أنماط التفكير السلبي والحالات المزاجية العاطفية السيئة.
المصدر: الجزيرة