يتلقى الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي طلبات صداقة مجهولة بهدف نسج علاقات حب. لكن وراء الصور الساحرة والعبارات الرومانسية قد تختفي عصابات محترفة في الاحتيال. فكيف يتم اصطياد الضحايا؟
يتلقى الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي طلبات صداقة مجهولة في مواقع التواصل الاجتماعي ترسلها نساء حسناوات أو رجال وسيمين من نفس المدينة أو البلد أو حتى من بلد أجنبي. طالبات جامعيات، أرامل، أو نساء متزوجات يبحثن عن عاشق بسبب روتين الحياة الزوجية، أو رجل ثري أو طبيب لم يجد بعد شريكة الحياة المناسبة لهذا السبب أو ذاك.
ويسرع البعض وبدون أدنى تردد إلى قبول تلك الطلبات، ويقتحم غرف الدردشة ويتبادل الأرقام والمعلومات الشخصية والعائلية على أمل اللقاء به أو بها في أرض الواقع، وفقا لتقرير موقع صحيفة "كولنيشه روندشار".
وحسب الكثير من خبراء الأمن الإلكتروني وأيضا العديد من الضحايا فمن يختفي وراء حسابات " فرسان وفارسات الأحلام" الباحثين عن علاقة جادة أو عابرة، ليسوا سوى عصابات محترفة ومنظمة هدفها الابتزاز من خلال العالم الافتراضي. ويطلق على هذا النوع من الاحتيال بـ "الاحتيال باسم الرومانسية".
وسواء في وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة والتعارف تركز الفارسات المزيفات والفرسان المحتالون على اختيار صور جميلة ومغرية ومحادثات رومانسية يتم اختيار عباراته بعناية بهدف أولا إثارة الانتباه وقبول الصداقة، ثم كسب الثقة والحرص على أخذ الوقت الكافي لذلك.
وحسب الإحصائيات تم تسجيل غالبية الضحايا في موقعي فيسبوك وانستغرام، وتطبيقات الدردشة والتعارف المرتبطة بالموقعين. ومن بين تطبيقات التعارف بين الجنسين التي يتم اختراقها من طرف المحتالين تطبيق "تيندر".
وبعد بناء الثقة يمر المحتالون والمحتالات لمرحلة أسر قلب وعقل الضحية وجعله مغرما ومستعدا للتضحية من أجل الحبيب الافتراضي. بعدها يبدأ الاحتيال كطلب مساعدة مالية أو سلفة بسبب حاجة ملحة للمال أو لحجز تذكرة سفر من أجل لقاء حقيقي أو إجراء عملية جراحية. كما يمكن أن يضرب الحبيب المحتال أو الحبيبة المفترضة موعدا في مكان آخر للضحية، وعندما يذهب إلى مكان الموعد يستغل آخرون الفرصة ويذهبون إلى البيت ويسرقون كل شيء ثمين بداخله.
وفي حلالات أخرى يتم استدراج الضحية إلى دردشات بالصوت والصورة تنتهي بمشاهد حميمية يسجلها المحتالون ويبتزون بها ضحاياهم بالتهديد بنشرها للحصول على مبالغ مالية.
إلى جانب الأضرار المالية والصدمة العاطفية التي يصاب بها ضحايا عمليات الاحتيال، فهؤلاء الضحايا قد يصبحون في بعض الأحيان عرضة للمتابعة القضائية بسب التورط في عمليات غسل أموال أو تمويل أنشطة خارج القانون، حسب موقع صحيفة "كولنيشه روندشار".
وينصح خبراء الأمن الإليكتروني بتوخي الحيطة والحذر الشديد مع كل طلب صداقة وعدم الاستسلام للكلام الرومانسي والإغراءات بكل أشكالها.
المصدر: DW