وفقا للعلماء، يلحق العمل ليلا أضرارا جسيمة بصحة الإنسان، وذلك لأن قلة النوم السليم والحاجة إلى الاستيقاظ طوال الليل يمكن أن تتسببا في أضرار على مستوى بنية الحمض النووي البشري.
وفي مقال نشره موقع "آف بي. ري" الروسي، قالت الكاتبة فاليريا أدامس إن قلة النوم قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة، بما في ذلك السكري والأورام وأمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والغدد الصماء والعصبية.
وذكرت الكاتبة أن جسم الإنسان مبرمج بطريقة تجعل عملية إفراز الميلاتونين لا تحدث إلا ليلا أثناء النوم، حيث يقوم هذا الهرمون بتنظيم عمل القلب والأوعية الدموية والغدد الصماء. كما يعزز الجهاز المناعي، ويساعد في مكافحة الإجهاد.
وتبلغ عملية إنتاج الميلاتونين ذروتها بين منتصف الليل والساعة الثانية ليلا. وبالتالي، يمنع العمل طيلة الليل من إنتاج الجسم هذا الهرمون الذي يكون الإنسان في حاجة ماسة له، نظرا لأنه يمنع الإصابة بالأمراض الخطيرة والوقاية منها.
وأفادت الكاتبة أن خبراء من جامعة هونغ كونغ أكدوا أن قلة النوم ليلا مضرة بصحة الجسم على مستوى الجينات، ناهيك عن أنها تزيد من مستوى اضطرابات بنية الحمض النووي، مما يساهم في ظهور بعض الأمراض المزمنة. ووفقا للعلماء، أُصيب الأطباء الذين يعملون طوال الليل بأضرار جسيمة على مستوى الحمض النووي.
ووفقا للدراسة فإن أولئك الذين اضطروا للبقاء مستيقظين طوال الليل دون التمتع بقسط من النوم تعرضوا لمضار في جزيئات الحمض النووي أكثر من أولئك الذين حصلوا على قسط كاف من النوم. ومعلوم أن أي ضرر يُحدق بالجسم نتيجة قلة النوم يصعب علاجه في وقت لاحق.
وأجرى الدراسة د. سيو واي تشوي وزملاوه، ونشرت في المجلة العلمية "أنايسيثيسيا" (علم التخدير) وشملت 49 طبيبا.
وعلى امتداد أربعة أشهر، راقب المختصون الأطباء المشاركين الذين انقسموا إلى مجموعتين: الأولى عملت طوال الليل، في حين تمتع أعضاء الثانية بنوم جيد. وفي وقت لاحق، سحب الباحثون عينات دم من جميع المشاركين بعد ثلاثة أيام من انطلاق التجربة.
وأظهرت الدراسة أن الذين عملوا خلال الدوام الليلي تعرضوا لمشاكل في الحمض النووي بنسبة 30% أكثر من الأشخاص الذين ناموا طوال الليل.
وتبين أنه كلما قلت فترة النوم خلال الليل زادت نسبة الضرر الذي يمكن أن يلحق الجسم. وبحسب الدراسة، لا يمكن إصلاح تلف الحمض النووي بالكامل نظرا لموت بعض الخلايا، مما يعتبر أمرا خطيرا جدا على الصحة.
وأوردت الكاتبة أن تلف الحمض النووي الناجم عن العمل الليلي يغير بنية الجينات بدرجة لا يمكن إصلاحها.
وبناء على ذلك، يحذر العلماء من أن اضطرابات النوم أو انعدامه قد يؤدي إلى تحول الخلايا إلى سرطانية في الجسم. فضلا عن ذلك، من المحتمل أن تؤدي قلة النوم إلى زيادة الوزن وضعف العضلات.
يُذكر أنه ينبغي على أي شخص بالغ أن ينام على الأقل من سبع إلى ثماني ساعات ليلا.
المصدر: الجزيرة