تمتاز حياة ملك تايلاند فاجيرالونغكورن، بكل الامتيازات والغرابة، وبدءاً من اليوم السبت 4 مايو/أيار ولمدة 3 أيام، ستتواصل مراسم تتويجه رسمياً ملكاً للبلاد، بعد عامين من توليه العرش.
ونادراً ما يظهر الملك في الخطب أو المناسبات العامة، ويشتهر بقضاء معظم الوقت في ألمانيا حيث يمتلك قصراً تبلغ قيمته 13 مليون دولار في إحدى مناطق الأثرياء بمدينة ميونخ، ولا يتميز فاجيرالونغكورن بنفس الولاء المخلص أو المكانة المتميزة التي حظي بها والده، الملك بوميبول، الذي تُوفي عام 2016 بعد سبعة عقود على عرش تايلاند، بحسب ما ذكره تقرير لصحيفة The Guardian، اليوم السبت.
وقال د. باتريك جوري، كبير المحاضرين في تاريخ جنوب شرق آسيا بجامعة كوينزلاند: «يختلف أسلوب حياة الملك فاجيرالونغكورن عن والده بشكل كبير جداً. فقد تولى الحكم في عصر استعادت فيه سياسات تايلاند سيادة النظام الملكي. على عكس والده الذي قضى معظم حياته في الجيش معتاداً على إصدار الأوامر المُطاعة، ولكنه يفتقر إلى الكاريزما التي تمتَّع بها والده».
وُلِدَ ماها فاجيرالونغكورن يوم 28 يوليو/تموز 1952 في لحظةٍ مثَّلَت راحة كبيرة للملك بوميبول وزوجته، الملكة سيريكيت؛ فقد أصبح لديهم أخيراً وريث لعرش تايلاند.
الملك المُزين بالجواهر
ومثل والده ومعظم أعضاء العائلة الملكية في تايلاند، أُرسل فاجيرالونغكورن إلى الغرب ليتلقى تعليمه في عمر مبكر، التحق بمدرسة إعدادية في مقاطعة ساسيكس جنوب شرق إنجلترا بعمر الـ13، ثم بمدرسة ميلفيلد الداخلية في سومرسيت حتى عمر الـ17. ثم انتقل إلى أستراليا والتحق بالكلية العسكرية الملكية في كانبرا، وتخرج برتبة ملازم عام 1976. وقضى معظم حياته ضابطاً في الجيش الملكي التايلاندي.
وبالرغم من إعلانه ولياً للعهد –رسمياً– عام 1972، شكك البعض في تايلاند في مدى ملاءمته لهذا المنصب. ولسنوات عديدة، واجه فاجيرالونغكورن مزاعم تفيد بتورطه في أنشطة غير مشروعة.
وفي لقاء نادر أجراه مع الصحافة في عام 1992، رد فاجيرالونغكورن مباشرة على تلك المزاعم، وقال: «هل أبدو مثل زعيم مافيا؟ أقول لكم، إذا كنت كذلك، كنت سأصبح مليونيراً الآن. لا أعرف ولا أفهم لماذا كلما حدث أي خطأ أشار الناس إليّ».
ويشتهر فاجيرالونغكورن، والذي يعني اسمه «المزيّن بالجواهر أو الصواعق»، بالحياة الشخصية الصاخبة. حتى بالنسبة لأمه، والتي وصفت ابنها في رحلتها إلى الولايات المتحدة عام 1982 بأنه «دونجوان». تزوج أربع مرات، مع العديد من المشكلات والطلاق، ولديه سبعة أطفال من ثلاث أمهات مختلفات.
مُحبٌ للكلاب
ويعود ارتباطه –عاطفياً- بأحدث زوجاته، والتي تزوجها فاجيرالونغكورن هذا الأسبوع لتحصل على لقب «الملكة»، إلى عام 2014. وهي مضيفة طيران سابقة في الخطوط الجوية التايلاندية إلى أن قام بترقيتها إلى نائب قائد وحدة حرسه الشخصي ثم إلى جنرال لكامل الجيش في عام 2016.
ويعتبر الملك الجديد من محبي السيارات الرياضية، ويمتلك طائرة بوينغ 737 يقودها بانتظام. كما أنه متحمس للدراجات الهوائية، حيث أغلق مؤخراً شوارع بانكوك العاصمة لمسافة تصل إلى 39 كيلومتراً لإحدى فعاليات ركوب الدراجات التي شارك بها بالزي الرياضي الأصفر.
كما يشتهر فاجيرالونغكورن بحبه للكلاب، حتى أنه أطلق على كلبه البودل الأليف لقب قائد القوات الجوية «فو فو». ويصطحبه معه في الفعاليات الرسمية بالزي الرسمي الكامل. وعندما مات «فو فو» عام 2016، دامت جنازته أربعة أيام مع مراسم بوذية كاملة.
ولكن على الرغم من انتشار صور حياة فاجيرالونغكورن في ألمانيا في مختلف الصحف الأجنبية، فإنها تظل بعيدة عن وسائل الإعلام التايلاندية، بسبب القوانين الصارمة التي تمنع انتقاد الملكية في تايلاند، حيث انتهى مآل الصحفيين الذين تناولوا تفاصيل حياة فاجيرالونغكورن في السجون أو المنفى.
*عربي بوست