حذرت ناسا من أن كُويكباً، يُزعم أنه بحجم مبنى مُكون من 10 طوابق، سيمُر بجوار الأرض على مسافةٍ تَبلُغ نصف المسافة التي تفصل بين القمر والأرض.
وسيمر الكُوكيب 2019 GC6 على مسافةٍ تبعُد 136 ألف ميل (219 ألف كيلومتر) تقريباً عن الأرض في الخميس 18 إبريل/نيسان 2019 بكل أمان، مُتجنِّباً اصطداماً مُدمِّراً بكوكبنا، نقلاً عن صحيفة The Independent البريطانية.
لكن ناسا حذرت من أن المسار المداري للكويكب يعني أنه ما يزال يُشكِّل خطراً محتملاً في المستقبل، مع تقديراتٍ تُشير إلى أن طوله قد يتراوح بين 7.5 و30 متراً .
لذا، أدرجه علماء مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا بكاليفورنيا، على قائمة الكويكبات التي يُحتَمَل أن تصطدم بالأرض خلال الأعوام المئة المُقبلة، وذلك إثر اكتشافه مباشرةً في الـ9 من إبريل/نيسان 2019، على يد رواد الفضاء داخل ماسح السماء كاتالينا بولاية أريزونا.
ومن الصعب توقع مسار الكُويكب بدقة؛ ولكن يُعتقد أنه سيمُرُّ بالقرب من الأرض مرةً أخرى في أعوام 2034 و2041 و2048.
ولا يُعَدُّ تصادم المخلفات الفضائية الشاذة مع الأرض أمراً غريباً، إذ تَمُرُّ أطنانٌ من المواد الكونية عبر الغلاف الجوي يومياً.
ويصطدم أحد الكويكبات الكبيرة مع الأرض كل عقدٍ تقريباً، رغم أن الغالبية العظمى منها تحترق قبل وصولها إلى الأرض.
إذ دخل كُويكبٌ يبلغ قُطره 20 متراً إلى غلاف الأرض الجوي فوق مدينة تشيليابينسك بروسيا عام 2013، مُسبِّباً انفجاراً ضخماً.
وقدَّرت دراسةٌ لاحقة أن الكُويكب أطلق طاقةً مُتفجِّرةً تتجاوز الطاقة التي أطلقتها قنبلة هيروشيما 30 مرة؛ وهو ما دفع أكثر من 1500 من السكان المحليين إلى الخضوع للعلاج الطبي.
وقال تشين-جو ين، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، آنذاك: «نحتاج دراسة مثل هذه الظواهر بالتفصيل، في حال كان البشر لا يرغبون في الانقراض مثل الديناصورات. وتُعَدُّ ظاهرة تشيليابينسك نقطة معايرية فريدة، إذ يُمكن استخدامها في دراساتنا المستقبلية حول ظواهر اصطدام الأحجار النيزكية مرتفعة الطاقة مع الأرض».
لكن يصعب رصد الكويكبات، بسبب صغر حجمها النسبي، ولا تُكتشَفُ عادةً إلا قبل أيامٍ قليلة من موعد مرورها أو اصطدامها مع الأرض.
ومؤخراً، وصف رواد الفضاء في مختبر الدفع النفاث الأمر بأنه أشبه باكتشاف كومة فحم في ظُلمة الليل.
تقول إيمي مينزر، كبيرة المحققين في مهمة ناسا لصيد الكويكبات بالمختبر: «تتميَّز الأجرام القريبة من الأرض (NEOs) بطبيعةٍ باهتة، لأنها تكون صغيرةً وبعيدة عنا في الفضاء عادةً. أضِف إلى ذلك حقيقة أن بعضها داكنٌ بلون حبر الطابعة، ومحاولة رصدها وسط ظلام الكون أمرٌ بالغ الصعوبة.
ولا نجد كثير من الخيارات حين نرصد جسماً قبل أيامٍ قليلة من الاصطدام. لذا، نُركِّز جهودنا البحثية في العثور على الأجرام القريبة من الأرض وهي على مسافة بعيدةٍ عن الأرض، وهو ما يُوفِّر لنا أكبر قدرٍ ممكنٍ من الوقت، ويُزوِّدنا بمجموعةٍ متنوعة من خيارات تخفيف الاصطدام».
المصدر: عربي بوست