بدا الأمر وكأن امرأة أسكتلندية تلعب دور البطولة في فيلم للخيال العلمي. فهذه السيدة لا تشعر بالألم ولا بالخوف. وكانت تعتقد أن هذا الوضع طبيعي من الناحية البيولوجية، إلى أن بلغت الخامسة والستين، ليكشف العلماء لها السبب.
عاشت جو كاميرون حياة شبه طبيعية، وتعرضت خلال سنوات حياتها -كما معظم البشر- لبعض الحروق الطفيفة وكسور في العظام، كما خضعت لعمليات جراحية، ولكنها لم تشعر بأي ألم.
لم تعرْ لذلك بالا، معتقدة أن الأمر طبيعي. لم ينتبه أحد إلى أنها لا تتناول مسكنات للألم بعد تلك الإصابات والعمليات.
ومؤخرا خضعت لعملية جراحية في اليد. وهذا النوع من العمليات يرتبط عادة بألم كبير، ويحتاج مسكنات، وإلا فإن صراخ المريض سيملأ الحي.
هنا انتبه طبيب التخدير وقرر تحويلها على الفور لمركز البحوث الوراثية بجامعة لندن، بقيادة الباحث جيمس كوكس الذي اكتشف السر مع فريق من العلماء. ونشروا نتائج الفحوصات التي أجريت لهذه الحالة الفريدة في "المجلة البريطانية للتخدير".
كانت كاميرون تتصور أن السبب يعود لتمتعها بصحة خارقة، ولذلك فهي لا تشعر بأي ألم، كما يذكر موقع "غرينتس فيسنشافت" الألماني. وبسبب ذلك لم تشعر بأي من آلام المخاض عند الولادة.
كما يمكن لها أن تتناول الفلفل الحار جدا دون أن تشعر بأي ألم. وعندما تعرضت لمرض بمفاصل الورك، لم تشعر بذلك أيضا. وعندما تعرضت لحروق خلال حياتها، لم تلحظ ذلك إلا من خلال شم رائحة شواء جلدها.
ولكن الباحثين بددوا كل ذلك، وأخبروها بأن السبب يعود لخلل في الحمض النووي. هذه الطفرة حرمتها من وجود الأدرينالين في جسمها، كما تقول كاميرون.
ولكنهم يودون الآن الاستفادة من اكتشاف هذه الطفرة الجينية، وإجراء أبحاث إضافية للسيطرة على الآلام المزمنة وحالات الخوف والرهاب التي يصاب بها البعض.
المصدر: دويتشه فيلله