بينما تواصل عدة شركات بحثها المتواصل عن "خلطة سحرية" ترفع بها إنتاجية العمل وتواكب تطورات العصر، توصلت دراسة إلى أن هناك وسيلة تأتي بنتائج إيجابية للغاية على الشركة والموظفين على حد سواء. فما هي؟
الرفع من إنتاجية العمل من أكبر التحديات، التي تواجهها الشركات، حيث تضع عدة مؤسسات استراتيجيات معينة، من أجل الوصول إلى هذا الهدف على غرار الرفع من ساعات العمل أو الاشتغال حتى في أيام نهاية الأسبوع.
ولم تصل بعض الشركات حتى الآن إلى نتائج إيجابية، وذلك رغم تجريبها لعدة طرق ووسائل في هذا المجال. لكن، يبدو أن هناك طريقة أخرى، يمكن أن تؤدي إلى نتائج مشجعة، وتنعكس بالإيجاب على مناخ العمل السائد داخل الشركة، وبالتالي الرفع من إنتاجيتها بشكل أوتوماتيكي.
وفي هذا الشأن، خلصت دراسة نيوزيلندية إلى أن الحصول على يوم راحة إضافي في الأسبوع، يؤثر بشكل إيجابي على كيفية العمل، ويجعل الشخص أكثر إنتاجية طيلة أيام الأسبوع، وفق ما أشار إليه موقع "fitforfun"، الألماني.
وأوضحت الدراسة أن شركة نيوزيلندية منحت موظفيها الذين يبلع عددهم 240 - على مدى ثمانية أسابيع- ثلاثة أيام عطل والعمل كل أسبوع أربعة أيام فقط بدلاً من خمسة أيام. وأشارت الدراسة إلى أن الشركة طلبت من الموظفين الالتزام بشروط العمل المعتادة.
وأشار موقع جريدة "ذا غارديان" البريطانية أن الشركة حققت نجاحاً واضحاً للغاية، فقد أكد 78 في المائة من الموظفين، الذين شاركوا في الدراسة أن بمقدرتهم تحقيق التوازن بين عملهم وحياتهم الخاصة.
وأفاد موقع "fitforfun" أن الموظفين اشتغلوا أسبوعياً 30 ساعة عوضاً عن 37,5 المعتادة، وهو ما يعني أن آخر أيام العمل كان هو الخميس في كل أسبوع، وتابع أنه رغم نقص عدد ساعات العمل بيد أن ذلك لم يحدث فارقاً بل العكس هو الذي وقع تماما، فقد ارتفعت الإنتاجية بشكل كبير، فضلاً عن تأثير ذلك الإيجابي على العمل بين الموظفين وسط الشركة.
إجهاد أقل
وقال جارود هار، وهو أحد المشاركين في الدراسة من جامعة "أوكلاند" النيوزيلندية، إن الموظفين أصبحوا أكثر إبداعاً في الفترة التي أجريت فيها الدراسة. علاوة على ذلك، تحسن تعاونهم مع الزبائن بشكل واضح.
ولم تتوقف إيجابيات الحصول على يوم راحة إضافي في الأسبوع عند هذا الحد. إذ انخفض مستوى الإجهاد في العمل من 45 إلى 38 في المائة، كما ارتفع الرضا في تحقيق التوازن بين العمل والحياة من 54 إلى 78 في المائة.
يشار إلى أن بعض البلدان، تعرف بساعات عملها المرتفعة مقارنة بالبقية، ففي اليابان مثلاً هناك ظاهرة يطلق عليها "كاروشي"، والتي تعني الموت من كثرة العمل. وتنتشر هذه الظاهرة في بلاد "الساموري" نتيجة لثقافة العمل اليابانية الصعبة، وفق ما أورد موقع صحيفة "الإندبندت" البريطانية.
المصدر: DW