يعتقد الأشخاص الذين يصدرون صوت شخير أن أكبر مشاكلهم هو مواجهة أزواجهم الغاضبين، ولكن في الحقيقة الشخير قد يجعل من الصعب عليك تذكر الذكريات الماضية في حياتك.
 
الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو سبب رئيسي في الشخير، تسوء لديهم القدرة على استرجاع الذكريات مع المضي في العمر. كتذكر تفاصيل محددة مثل أسماء الزملاء أو رقم المنزل والشارع الذي اعتادوا العيش فيه.
 
الحنجرة أثناء الشخير تقوم بحجب مجرى الهواء، الذي بدوره يؤدي إلى قطع الأكسجين عن الدماغ.
 
ويعتقد الخبراء أن هذا قد يدمر المادة الرمادية الموجودة في جزء من الدماغ التي تسجل الذكريات.
 
ووجدت الدراسة التي أجريت على 44 شخص يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، وتتراوح أعمارهم بين 20 و 69 عاما، أن لديهم قدرة سيئة على استعادة تفاصيل من الذكريات التي حدثت معهم في وقت مبكر من البلوغ.
 
وعندما طلب منهم سرد بعض التفاصيل الشخصية كان أكثر من نصفهم يذكرون أحداثا "عامة"، وناضلوا لتذكر التفاصيل، أما بالنسبة للأشخاص الأصحاء من العمر ذاته، فكان أقل من واحد من كل خمسة يعانون مع هذه المشكلة، مع قدرتهم على تقديم ذكريات مفصلة.
 
وقالت الدكتورة ميليندا جاكسون، التي قادت الدراسة من جامعة RMIT في أستراليا: "تشير دراستنا إلى أن توقف التنفس أثناء النوم قد يضعف قدرة الدماغ على تشفير أو دمج أنواع معينة من الذكريات الحياتية، ما يجعل من الصعب على الناس تذكر تفاصيل من الماضي".
 
وأضافت: "تظهر فحوصات الدماغ أن الأشخاص الذين يعانون من توقف التنفس أثناء النوم لديهم نقص كبير في المادة الرمادية في المناطق التي تتداخل مع شبكة ذاكرة السيرة الذاتية".
 
يذكر أن انقطاع النفس الانسدادي النومي يؤثر على 1.5 مليون شخص في بريطانيا. وخلصت نتائج الدراسة إلى أن 52.3 % من الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي لديهم ذاكرة قوية لتذكر الذكريات بشكل عام مقارنة بـ18.9% من الأشخاص الأصحاء.
 
ولم يظهر الذين يعانون من الشخير أن لديهم مشاكل في تذكر تفاصيل دقيقة في حياتهم من الأزمنة الحديثة أو الطفولة على حد سواء، بل في تذكر ذكريات من مرحلة البلوغ، أي من الوقت الذي بدأ فيه الشخير، ما أدى إلى التأثير على دماغهم.
 
وقالت الدكتورة جاكسون: "ستكون الخطوة التالية هي تحديد ما إذا كان علاج الشخير أثناء النوم يمكن أن يساعد في التصدي لبعض مشكلات الذاكرة أو حتى استعادة بعض الذكريات المفقودة".