تخيل نفسك بدون إجهاد.. سيفاجئك ماذا يحدث لجسمك عندما تعيش دون ضغوط لمدة أسبوع؟ لا تحاول أن تتعامل مع الإجهاد باعتباره قدراً أو أمراً طبيعياً، إذ يمكن للإجهاد أن يُسبِّب أضراراً جسيمة بسهولة بمرور الوقت، لايمكن إصلاحها، بالمقابل فسيفاجئك ماذا يحدث لجسمك عندما تعيش دون ضغوط لمدة أسبوع؟ بغض النظر عن القدرة على الصمود التي نعتقد أننا نتمتع بها، يمكن للإجهاد أن يُسبِّب أضراراً جسيمة مزمنة حال استمراره، حسبما ورد في تقرير لموقع Indy 100 البريطاني.
قد تكون معرضاً للخطر
بدءاً من التعرض لضغوط العمل وصولاً إلى الأعباء المنزلية، هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تكافح باستمرار حتى تخلد للراحة في نهاية يوم طويل. والنتيجة أنك تسقط في دوامة من الإجهاد قد لا تستطيع الخروج منها. في المملكة المتحدة، توصلت دراسة حول الصحة والسلامة والبيئة HSE أن أكثر من نصف مليون شخص يعانون من الإجهاد المرتبط بالعمل.
في حين أن تقييم عيادة بوبا للرعاية الصحية Bupa Health Clinic يفيد بأن 59? من من مرتاديها، يعترفون بأنهم يشعرون بالإجهاد أو التوتر على مدار الشهر، وهذا يعني أن ما يعادل 28 ألف شخص تقريباً من المحتمل أن تتعرض صحتهم للخطر.
إن الأمر خطير، ولا يصلح معه الانتظار، وقد تبدأ في التفكير في تغيير نمط حياتك، إذا علمت ماذا يحدث لجسمك عندما تعيش دون ضغوط لمدة أسبوع؟
تقول الطبيبة كيم غلاس، الممارسة العامة لدى عيادة بوبا للرعاية الصحية: «إن الإجهاد هو الطريقة التي تستجيب بها أجسامنا لأي نوع من المتطلبات أو التهديدات».
فهو يسبب تغيرات جسدية تساعدنا على مواجهة هذه التحديات، لكن التعرض للإجهاد أكثر من اللازم قد يكون ضاراً بصحتنا.
قد يؤثر ذلك سلباً على النوم والنظام الغذائي وصحة القلب والصحة العقلية وغيرها، وكلها ضرورية كي نخوض حياة أكثر صحة وسعادة.» تشير تعقيدات ومتطلبات الحياة الحديثة إلى أن تعلُّم التغاضي عن بعض الأمور أسهل في القول وليس الفعل، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الإجهاد باستمرار، يتعين عليهم معالجة الوضع لعدة أسباب وجيهة.
توضح الدكتورة غلاس المدى الكامل للأثر الإيجابي الذي يمكن أن يحدث لصحتك الجسدية والذهنية إذا ما تخلصت من التوتر لمدة سبعة أيام. ولهذا من المهم أن تعرف ماذا يحدث لجسمك عندما تعيش دون ضغوط لمدة أسبوع؟
1- نوم أفضل: يجعلك تؤدي مهامك بكفاءة بينما قلته تؤدي إلى القلب والسكر
يعد مساء الأحد (عطلة نهاية الأسبوع بالدول الغربية) أسوأ كابوس لكل الناس. التقلب في السرير والتحديق في السقف لساعات طويلة، وأنت تحاول جاهداً الخلود إلى النوم بهدوء لأن كل ما يمكنك التفكير فيه هو قائمة مهام الغد.
تقول الدكتورة غلاس، «يجد معظم الأشخاص الذين يعانون من نوبات من الإجهاد صعوبة في الخلود إلى النوم أو الاستمرار في النوم طوال الليل. ويرجع هذا إلى أن الضغط النفسي يسبب فرط النشاط، والذي يمكن أن يخل بالتوازن بين النوم والاستيقاظ.» ونتيجة لذلك، تشرح غلاس، أنك غالباً ما تكون ضجراً ومتذمراً ومرهقاً خلال اليوم.
هذا الوضع ليس مزعجاً وحسب، بل قد يكون خطراً على صحتك مع مرور الوقت، حيث أن الحرمان من النوم المستمر يمكن أن يعرضك لأخطار صحية خطيرة، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري.
تقول غلاس، «حين تذهب إلى فراشك دون ضغوط، فستكون أكثر قابلية للنوم العميق دون انقطاع، مما يعني أنك سوف تستيقظ منتعشاً ومفعماً بالحيوية ومستعداً للعمل بنشاط في اليوم التالي».
2- نظام غذائي محسن: ستقبل على الطعام الصحي وستتخلى عن ولعك الغامض بالشوكولاته
في أوقات التوتر، كثيراً ما يلجأ الناس إلى الأطعمة السكرية أو الغنية بالدهون كطريقة لمواجهة الإجهاد. تقول غلاس، «عندما نكون تحت ضغط، تميل أدمغتنا إلى اشتهاء الأطعمة المريحة. من المرجح أننا نريد تناول وجبة خفيفة من الشوكولاته وغيرها من الأطعمة التي تزودنا بمادة الدوبامين، والمعروف باسم هرمون السعادة والمكافأة. في عالم بلا ضغوط، يمكننا أن نكون أكثر إدراكاً لنظامنا الغذائي. وبالتالي لن نتوق إلى تناول الحلويات، وسوف نشعر بحماس أكبر لإعداد وجبات صحية. الأمر الذي يجعل نظامنا الغذائي أكثر تنظيماً وصحة وذا قيمة غذائية أفضل.
3- صحة عقلية أفضل: إنها تمكنك من اتخاذ القرارات الصائبة بدلاً من السقوط في اضطرابات نفسية
«إن عدم التعامل مع مشكلة الإجهاد قد يؤدي إلى استمرار الضغط على الجسم والعقل، الأمر الذي يمكن أن يسهم في ظهور الاضطرابات العقلية، مثل القلق والاكتئاب»، حسبما تقول غلاس. تُشبِّه غلاس الإجهاد بسيارة تسير باستمرار في المسار السريع، مما يؤدي إلى تآكل المحرك وتلفه. «عندما تكون حياتك خالية من التوتر، فغالباً ما تفكر بشكل أكثر وضوحاً، وتجد نفسك أكثر استعداداً لاتخاذ القرارات الصائبة، ولديك نظرة أكثر إيجابية تجاه ما يجري حولك سواء في العمل أو المنزل».
4- تخفيف الضغط على القلب: أضرار الإجهاد على صحتك مما تتصور
يعرّض الإجهاد المزمن أجسامنا لمستويات غير صحية من الأدرينالين والكورتيزول، الأمر الذي قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. وتنصح غلاس قائلة «إن أسبوعاً خالياً من التوتر يقلل من الضغط على قلوبنا، لذا من المهم التفكير في الحصول على الراحة والاسترخاء عندما تصبح الأمور صعبة».
كما يسمح لك التقييم الصحي بمعرفة ما يحدث في الداخل وكذلك في الخارج وإجراء التغييرات اللازمة. «إذا كنت تعاني من الإجهاد، فمن المفيد إجراء فحص، لضمان عدم وجود مشاكل صحية أكبر، مثل ارتفاع ضغط الدم أو مستويات غير صحية من الكوليسترول».
5- زيادة الإنتاجية: التخلص من الإجهاد يقلل التأخير والتغيب عن العمل
«يمكن أن يمثل الإجهاد والإنتاجية حلقة مفرغة. لنأخذ العمل على سبيل المثال: يمكن أن يسبب الإجهاد إلى التغيب، مما يؤدي إلى تأخير العمل ويزيد بالتالي من الإجهاد. في أماكن أخرى، قد تجد نفسك تؤجل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو قطع الحشائش، أو غيرها من المهام التي عادة ما تقوم بها مباشرة». «من المؤكد أن الأسبوع الخالي من الإجهاد سيزيد من إنتاجيتك ويجعل التحديات أكثر قابلية للتحقيق ويتركك على أهبة الاستعداد لإنجاز أي مهمة تواجهك».
تقدم غلاس حول كيفية إدارة الضغوط بطريقة أفضل لكي ترى بنفسك ماذا يحدث لجسمك عندما تعيش دون ضغوط لمدة أسبوع؟
جرِّب الوعي التام والتأمل واليوغا:
يجد بعض الناس أن الأساليب التأملية يمكن أن تساعد في الحد من التوتر والأفكار المثيرة للقلق، مما يجعلك أكثر هدوءاً ويساعد على إراحة العقل.
الحد من استهلاك المشروبات الكحولية والكافيين:
في حين أن الناس قد يلجأون إلى مشروبين أو أكثر من القهوة لمساعدتهم على التكيف مع الفترات الصعبة، فإن هذا سيجعلهم يشعرون بأنهم أسوأ على المدى الطويل».
تعرّف على حدود قدراتك:
قد يكون من الصعب أن تقول «لا» ولكن من المهم أن تعرف متى تصل إلى الحد الأقصى، سواء في العمل أو في المنزل. لا تأخذ عبء الكثير من المسؤوليات على عاتقك وتأكد من حصولك على قسط كافٍ من الراحة.
خصص بعض الوقت للأشياء التي تستمتع بها:
من المرجح أن تتجاهل الأشياء التي تستمتع بها عندما تكون متوتراً. فإذا كنت تستمتع بمقابلة الأصدقاء لتناول القهوة أو الذهاب إلى السينما أو أي شيء آخر، فعليك السماح لنفسك بالقيام بذلك.
خصص وقتاً للنشاط البدني:
تعتبر فوائد النشاط البدني على كل من الجسم والعقل واضحة. يمكنك الخروج في جولة في الحديقة أو السباحة أو ببساطة الخروج في نزهة سريعة للمساعدة على تنظيف وتجديد عقلك».
تخلص من التوتر:
إذا كنت تشعر بالتوتر، فمن المستحسن دائماً التفكير في كيفية تخفيف بعض التوتر على المدى القصير. أما إذا كنت لا تزال تعاني من الأمر، فمن الجدير أن تتحدث إلى ممارس عام يمكنه مساعدتك على استكشاف العلاجات المناسبة.
وعليك أن تعرف الوقت الذي يصبح فيه الأمر خطير:
«في غضون فترة زمنية قصيرة، من الممكن التخفيف من مشاعر التوتر، حسبما تقول غلاس. وستكون الفوائد النفسية والجسدية واضحة تماماً، سواء بزيادة تناولك للطعام الصحي، أو أن تصبح أكثر إنتاجية في المنزل أو في العمل، أو ببساطة قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء». «يشعر الجميع بالتوتر، ولكن من المهم أن تدرك متى تصبح الأمور صعبة، لذلك لا تتحمل من المسؤوليات أكثر مما ينبغي، واتخذ الخطوات الضرورية المناسبة لك».
المصدر: عربي بوست
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 21 نوفمبر, 2017
7 أشياء غريبة تحدث لجسمك عند التعرُّض للبرد
الإثنين, 22 أكتوبر, 2018
سبع علامات تشير إلى نقص البروتين في جسمك
الخميس, 08 نوفمبر, 2018
تعرف على طرق بسيطة تساعدك على تعديل المزاج