اليوم الثلاثاء هو بداية شهر محرم، وبداية العام الهجري الجديد 1440 هجرية، الذي يحتفل به المسلمون في كافة أنحاء العالم.
وفي الوقت ذاته يحتفل اليهود حول العالم بعيد رأس السنة العبرية، وتقام طقوس وصلوات خاصة في المعابد اليهودية بهذه المناسبة.
وهناك أوجه للشبه بين التقويم العبري والهجري إذ يعتمدان على دوران القمر وليس الشمس كما هو الحال في التقويم الميلادي والمعروف باسم التقويم الغريغورياني.
والفرق الأساسي بين التقويمين الهجري والعبري أن الأخير يضيف شهراً واحداً للسنة مرة كل أربع سنوات. هذا الشهر يسمى ادار، ليتلاءم مع فصول السنة، بينما يحتوي العام القمري على 354-355 يوماً في السنة.
5778 حسب التقويم اليهودي أو التقويم العبري
هو تقويم يهودي قديم جرى البدء به 359 للميلاد، ويبدأ بيوم «العالم» الذي يبدأ من خلق العالم حسب الكتاب المقدس، في سنة 3761 ق م. وينفخ في «الشوفار» (نوع من البوق مصنوع من قرن كبش)، وتقام صلوات واحتفالات خاصة.
يستند التقويم اليهودي على دورتي الشمس والقمر، حيث يكون طول السنة 365 يوماً وربع تقريباً مثل السنة الشمسية (الميلادية)، أما الشهر فيكون طوله زمن دوران القمر حول الأرض (أي 29 يوماً ونصف اليوم تقريباً مثل التقويم الهجري). وبسبب نقص السنة القمرية عن الشمسية بأحد عشر يوماً تقريباً يعدل النقص بين الدورتين بإضافة شهر زائد كل أربع سنوات.
يحتفل به اليهود حول العالم، فأين يوجدون؟
وقدّرت الوكالة اليهودية، أعداد اليهود في العالم بحوالي 14 مليوناً و700 ألف نسمة، يعيش غالبيتهم خارج إسرائيل، وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية. وجاءت هذه المعطيات بمناسبة رأس السنة العبرية، التي يحتفل بها اليهود اليوم، حسب وكالة أنباء الأناضول.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم، عن الوكالة اليهودية (غير حكومية)، قولها إن 6.6 مليون من اليهود يعيشون في إسرائيل، وإن 5.7 مليون يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت الوكالة اليهودية الى أن من بين اليهود الذين يعيشون خارج إسرائيل هناك أقل من 4500 يهودي يعيشون في دول عربية بينهم ألفان في المغرب وألف في تونس وأقل من 500 يعيشون في كل من اليمن وسوريا ومصر.
وذكرت أن 8500 يهودي يعيشون في إيران و15 ألف يهودي يعيشون في تركيا. ولفتت الوكالة إلى وجود جاليات يهودية صغيرة للغاية لا يتعدى عدد أفرادها المائة، في نحو 93 دولة. وتأسست الوكالة اليهودية عام 1922 كجهاز تنفيذي للحركة الصهيونية، وتركز عملها على إقامة دولة إسرائيل، وتشجيع هجرة اليهود لفلسطين.
العام العربي، لم يكن له ترتيب رقمي حتى اعتمد التقويم الهجري
كان العرب يعتقدون بأهمية القمر والعام القمري قبل الإسلام، والشهر القمري هو المدة التي يُتم فيها القمر دورةً كاملة حول الأرض. وتقاس عادة من مولد الهلال إلى ميلاد الهلال التالي، أي عندما يقع القمر بين الأرض والشمس في خط مستقيم.
وبسبب حياة الترحال وعدم الاستقرار والاجتماع فيما بينهم لم يستخدم العرب الأرقام للإشارة للسنوات بالتواريخ الرقمية كما يحدث الآن، وعوضاً عن ذلك كانوا يسمون الأعوام القمرية بحوادث كبيرة مثل: حرب الفجار، وعام الفيل نسبة للمحاولة الفاشلة التي قادها أبرهة حاكم اليمن من قبل مملكة أكسوم الحبشية لتدمير الكعبة، ليوقف ذهاب العرب وقريش إليها، ويحولهم لكنيس بديل بناه في اليمن، ويوافق غالباً 571م.
لكن القبائل العربية اتفقت على الأشهر الحرم، التي استمدت من شريعة النبي إبراهيم، وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، واستمرت حتى الإسلام وكان يُحرَّم فيها القتال، لكن تم التحايل عليها بنظام النسيء لتعديل مواعيدها، بتأخيرها أو تعجيلها أو استبدالها بأشهر أخرى، وقد ذكر القرآن «النسيء» باعتباره من أعمال الكفر.
«إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ». سورة التوبة، الآية 37
وبعد الإسلام استمرَّ العرب والمسلمون على نظام التقويم العربي السائد، اعتماداً على الأحداث المهمة بدون تواريخ رقمية، لكن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب، رأى لاحقاً حاجة الدولة الجديدة مترامية الأطراف لنظام تقويم خاص بها، فوضع التقويم الهجري بدءاً من أول شهر محرم من السنة التي هاجر فيها الرسول، بداية للتقويم الهجري والتأريخ الإسلامي.
المصدر: عربي بوست