نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن مجموعة الأغذية التي يجب أن نتجنبها إن كنا نعاني من حب الشباب، في إشارة إلى دور النظام الغذائي في هذه المسألة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها "إن العلاقة بين النظام الغذائي والأمراض التي يمكن أن تصيب الجسد وثيقة جدا. وقد أكد الأخصائيون أنه على الرغم من أن الغذاء لا يمثل السبب المباشر في ظهور حب الشباب، إلا أن العناصر الغذائية التي نواظب على تناولها أثناء فترة العلاج تلعب دورا مهما في التخلص منه"
عموما، أوضح الأخصائيون أن التغير الهرموني الكبير هو السبب الرئيسي وراء ظهور حب الشباب. مع ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى التي تتسبب في الإصابة بهذا المرض الجلدي، والتي يمكن أن يساهم فيها الغذاء بشكل كبير.
وأضافت الصحيفة أن حب الشباب هو عبارة عن مرض جلدي يصيب عادة الشباب ذوي البشرة الدهنية، حيث عادة ما تفرز الغدد دهونا تطفو على سطح الجلد عن طريق المسام. ويظهر حب الشباب عندما تكون مسام الجلد مسدودة، فتمنع الغدد الدهنية من إفراز مادة النتح الدهني خارج الجلد. ومن بين العوامل الأخرى التي تسبب الإصابة بحب الشباب تناول بعض أنواع الأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيزون، واستخدام بعض الكريمات المرطبة جدا، وإهمال نظافة الوجه، إلى جانب العامل الوراثي.
وأشارت الصحيفة إلى الاعتقاد القائل بأن هناك علاقة وثيقة بين استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات وبين إصابة الجلد بحب الشباب. مع ذلك، أكد الخبراء أن النظام الغذائي يلعب دورا هاما في تعميق المشكلة وعرقلة الشفاء منها.
وتعليقا على ذلك، صرح خبراء مختبر "لاروش بوزيه" أن "المسألة تختلف من شخص لآخر. فعلى سبيل المثال، إذا اكتشفت أن تناول الشوكولاتة يتسبب في ظهور حب الشباب، فتوقف فورا عن تناولها. لكن، وإلى حد هذه اللحظة، لم يُثبت علميا وجود علاقة بين تناول الشوكولاتة وظهور هذا المرض الجلدي، بل إن هناك من أثبت أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مضادات أكسدة مفيدة للبشرة".
ووفقا لمختبر "لاروش بوزيه"، يعدّ من الخطأ الاعتقاد بأن الأكلات السريعة تؤدي إلى ظهور حب الشباب، فضلا عن أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الأغذية الدهنية وهذا المرض الجلدي. ويفسر ذلك بأن النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة يحفز الالتهابات الدقيقة في جميع أعضاء الجسم، بما في ذلك الجلد، وهو ما يدفعنا لعدم الإقبال على تناول هذا النوع من الطعام بشكل كبير حتى نضمن سلامة جسمنا.
وأكدت الصحيفة أن من بين الأغذية التي يجب أن نتجنبها إن كنا نعاني من حب الشباب، الألبان بجميع أنواعها، والأغذية الغنية بمادة الكربوهيدرات. من جهتها، أكدت أخصائية التغذية، أيتور سانتشيز، لإحدى المجلات، أن "عملية تخمير بعض أنواع الأجبان تفرز الكثير من المكملات الهرمونية التي تساهم في ظهور حب الشباب". وقد دعمت الكثير من الدراسات العلمية والحالات الإحصائية هذه النظرية. ويساهم هرمون الأندروجين في هذه الزيادة الهرمونية، وهو مشتق من هرمون التستوستيرون، الذي يؤثر بدوره على زيادة الجلوكوز في الدم والأنسولين، فضلا عن عامل النمو شبيه الأنسولين-1.
وذكرت الصحيفة أن الكربوهيدرات، التي يطلق عليها مجازا "السكريات"، تعد من المركبات التي تساهم في ظهور حب الشباب. في هذا الشأن، سلط الخبراء الضوء، خاصة على الكربوهيدرات المكررة، الموجودة في الكثير من الأغذية، على غرار الخبز والحبوب والمعجنات، إضافة إلى الدقيق الأبيض.
وتحتوي الكربوهيدرات البسيطة على نسبة كبيرة من الجلوكوز التي تحفز إفراز الأنسولين وعامل النمو شبيه الأنسولين-1. نتيجة لذلك، يصاب الجلد بتقرن الجريبات الشعرية وإفرازات دهنية، التي تساهم في ظهور حب الشباب.
وأردفت الصحيفة أن بعض الدراسات الأخرى سلطت الضوء على علاقة الأغذية الغنية بالتوابل بحب الشباب، حيث إن التوابل تزيد من حرارة الجسم، وهو ما يؤثر سلبا على سلامة جلد الوجه. ومن الأغذية الأخرى التي يجب تجنبها؛ الحمضيات بشتى أنواعها التي تفرز الكثير من دهون الوجه، فضلا عن الحلويات والمرطبات التي ترفع نسبة السكر في الدم المساهم في ظهور مشكلة حب الشباب.
وذكرت الصحيفة أنه من الضروري إتباع نظام غذائي جديد بشكل تدريجي؛ لأن التغيرات المفاجئة يمكن أن تعرض الصحة للخطر، وتؤدي إلى نتائج عكسية. في هذا الإطار، ينصح بتناول خمس وجبات في اليوم تتضمن الفواكه والخضراوات، التي تحتوي على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة، وفيتامين "سي"، على غرار الأفوكادو والثوم والقرنبيط، إضافة إلى الشمر والخرشوف والمكسرات والبقول.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأسماك الزرقاء تعدّ أيضا غذاء مهما جدا في مواجهة مشكلة حب الشباب، على غرار سمك السلمون والسردين والتونة.
المصدر: عربي21