إن كنت تظن أن معرفة فصيلة دمك مجرد شيء يفعله الناس للمتعة فقط فأنت حتماً مخطئ. فهي تُعد في حقيقة الأمر نافذة على صحتك لمعرفة كثير من الأمراض.
بدايةً من أمراض القلب، ومروراً بالسكتات الدماغية، وانتهاءً بأنواع معينة من مرض السرطان. إليك أسباب أهمية معرفة فصيلة دمك، حسب مجلة Reader’s Digest الأميركية.
لماذا يجب أن تعرف فصيلة دمك؟
ما لم يتم نقل دمٍ إليك مؤخراً، فربما لن تجد نفسك مشغولاً بالتفكير في نوعية فصيلة دمك. إن وجود أو عدم وجود جزيئات معينة تُسمى مولدات الضد A و B، فضلاً عن بروتين يُسمى عامل RH، يحدد فصيلة الدم التي تجري في عروقك من بين فصائل الدم الثمان الشائعة.
وهي +A أو -A أو +B أو -B أو +AB أو -AB أو +O أو -O. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المستضدات أو مولدات الضد تُحدث فرقاً يتجاوز مجرد تحديد فصيلة الدم، إذ تؤثر على سائر أنظمة الجسم، من أوعية دموية، وخلايا عصبية، وصفائح دموية؛ ما يعني أن فصيلة دمك يمكن أن تؤثر في خطر الإصابة بأمراض معينة. وإليك نماذج لأهمية معرفة فصيلة دمك.
علاقة فصائل A وB وAB بأمراض القلب
ترتفع نسبة بروتين تجلط الدم المعروف باسم «عامل فون ويلبراند» و»العامل الثامن» في فصائل الدم عدا فصيلة «O»، بنسبة تتراوح بين 25% و30%. وبسبب هذا الاختلاف بشكل جزئي، يرتفع معدل الوفاة بسبب أمراض القلب عند هؤلاء الأشخاص بنسبة 15%، حسب ما أوردته دراسة نُشرت في مجلة BMC Medicine الطبية عام 2015. تعرف على 9 أمور ضرورية بشأن النوبات القلبية.
فصيلة الدم «O» هي الأقل عرضة لخطر تجلط الدم
بالنظر إلى أن فصائل الدم «O» تحتوي على كميات أقل من البروتينات التي تساعد على تجلط الدم، فهي أيضاً الأقل عرضة للإصابة بجلطات الدم. (لكن الجانب السيئ في ذلك، أن تجلط الدم يساعد في الوقاية من النزيف الحاد).
وعلى الرغم من ذلك، هناك العديد من الأمور التي تسبب الجلطة الدموية. تقول تيري غيرنشيمر، عضو مجلس الجمعية الأميركية لأمراض الدم: «لا يجب افتراض أن أصحاب الفصيلة «O» محميون، أو أن أصحاب الفصيلة «A» معرضون لخطرٍ أكبر».
فصيلة الدم «O» ومشاكل الخصوبة
ربما تكون الفصيلة «O» أكثر فصائل الدم انتشاراً، لكنها قد تتعارض مع الحمل. فحسب ما تشير دراسة من كلية ألبرت أينشتاين للطب، يتضاعف احتمال ارتفاع مستويات الهرمون المنشط للحوصلة لدى أصحاب الفصيلة «O» لمستويات كفيلة للإشارة إلى انخفاض مخزون التبويض.
يرتفع خطر الإصابة بسرطان المعدة لدى أصحاب فصائل الدم غير «O» ثمة اكتشاف آخر مثير للاهتمام في دراسة مجلة BMC Medicine، وهي أن أصحاب فصائل الدم غير «O» (وهم A أو B أو AB)، أكثر عرضة أيضاً للإصابة بمرض سرطان المعدة، وربما يرجع ذلك لاحتمال الاستجابة الالتهابية لجرثومة المعدة «الملوية البوابية»، حسب ما ذكر الباحثون. إذ تتسبب تلك البكتيريا في قرحة المعدة.
فصائل الدم غير «O» وتجلط الأوعية الدموية العميقة
بسبب الاختلافات في التجلط، فإن فصائل A وB أكثر عرضة بنسبة 31% للإصابة بجلطات الأوعية الدموية –تلك الجلطات التي تتكون في الأوردة الدموية العميقة للساق، والفخذ، والذراع- مقارنةً بفصيلة الدم O، حسب ما أشارت إليه دراسة جامعة مينيسوتا. اكتشف كيفية الوقاية من تجلط الأوردة الدموية العميقة على متن الطائرة.
فصيلة الدم AB وفقدان الذاكرة
على الرغم من أن فصيلة الدم AB هي أقل فصائل الدم انتشاراً، فإنه ثمة دراسة تشير إلى أن أصحاب الفصيلة AB أكثر عرضةً لتطور المشاكل الإدراكية في المستقبل بنسبة 82%. قد يرجع السبب في ذلك إلى احتواء تلك الفصيلة على مستويات أعلى من العامل الثامن، حسب ما يقول معدو الدراسة.
فصائل A وB وداء السكري
يرتفع احتمال تعرض أصحاب فصائل الدم A وB إلى خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 21% من بين جميع مرضى السكري، بحسب مجلة Diabetologia. وتجدر الإشارة إلى ارتفاع نسبة احتمال اصابة أصحاب الفصيلة B+.
بينما أشار الباحثون إلى عدم معرفة سبب ذلك على وجه التحديد، لكن البعض يشير إلى احتمال تأثير بعض فصائل الدم على ميكروبات الجهاز الهضمي، والذي قد يؤثر بدوره على أيض الجلوكوز، والالتهاب.
فصيلة دمك لا تخبرك بالنظام الغذائي المثالي
ربما تكون قد سمعت الناس يتحدثون عن نظام غذائي حديث: إن تناول الطعام وتجنب أنواع معينة منه بناءً على فصيلة دمك يمكنه تعزيز صحتك وتخفيض مخاطر الإصابة بالأمراض.
ومع ذلك، فقد استخلصت مراجعة عام 2013 لـ»المجلة الأميركية للتغذية الإكلينيكية / American Journal of Clinical Nutrition» أنه لا يوجد دليل يثبت أن هذه الأنواع من الأنظمة الغذائية تؤدي الغرض منها بشكل فعلي. بينما وجدت دراسة أخرى أنه رغم أن اتباع نظام غذائي قد يؤدي عمله، فإنه ليس له علاقة بفصيلة دم معينة لدى شخص ما. اكتشف المزيد حول النظم الغذائية الخاصة بفصائل الدم.
فصيلة دمك لا تخبرك بالضرورة بشيء عن شخصيتك
هناك نظرية تقول إن فصيلة دمك يمكنها تفسير سبب تصرفك بالطريقة التي تتصرف بها. رغم أن هذا الأمر لم يتم إثباته بشكل دامغ، فقد وجدت دراسة يابانية أن بعض السمات تتفاوت بين مجموعات فصائل الدم المختلفة. على سبيل المثال، حقق الناس ذوو فصيلة الدم (A) درجات أعلى فيما يتعلق بالمثابرة مقارنة بالناس ذوي فصيلتي الدم (B) أو (O)، رغم أن الباحثين لاحظوا عدم وجود بيانات كافية لإثبات الارتباط. حتى نعرف المزيد، يبدو أن فصيلة دمك لا يمكن أن تكون مبرراً لتصرفاتك.
ما الذي يجب أن تعرفه عن أبحاث فصائل الدم
تذكر أن الأبحاث التي تربط بين فصيلة الدم والظروف الصحية تنظر إلى الدراسات المتعلقة بمجتمعات الظاهرة، ومن ثم يمكنها فقط أن تجد ارتباطاً، وقد لا تكون فصيلة دمك هي السبب. لاحظت الدكتورة غيرنزهايمر أن «المخاطرة بالنسبة لأي شخص متعددة العوامل». وهذا يعني أن عاداتك اليومية- ما تأكله، ومستوى نشاطك، وكيفية تعاملك مع الضغط، وتاريخك العائلي- تشكل فارقاً ضخماً في نسبة الخطر لديك.
لست مضطراً لإجراء فحص دقيق لحياتك بسبب فصيلة دمك
إن فصيلة دمك بالتأكيد لا تقرر مصيرك عندما يتعلق الأمر بصحتك. قالت دكتورة غيرنزهايمر: «من المهم أن تدرك أن فصائل الدم كذلك تتنوع لدى الأعراق المختلفة، وداخل المجموعة العرقية الواحدة بناءً على المكان الذي استقرت فيه أثناء الهجرات.
قد تؤدي مثل هذه الاختلافات الثقافية إلى اختلافات في الأنظمة الغذائية وفي نمط الحياة، وتؤثر بشكل إضافي على المخاطر الصحية». ورغم كل ما سبق، هناك العديد من الطرق التي تؤثر بها فصيلة دمك في صحتك. قالت دكتورة غيرنزهايمر: «لا يوجد دليل جيد أنه يجب تغيير نمط حياة الفرد بسببها»، وأضافت أنه لا يعود الأمر لك في حالة امتلاك تلك المعلومة إذا ما كنت في حاجة إلى نقل دم.
لن يعتمد طاقم العناية الطبية على كلمتك بشأن هذا الأمر، سوف يفحصون فصيلتك مقدماً. كل ما يمكن قوله في هذا الأمر: لا تفكر كثيراً في هذا الموضوع إن لم تكن على معرفة جيدة به.
المصدر: عربي بوست