قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية في خبرا لها، إن دراسة حديثة توصلت إلى أن الوحدة قد تضاعف من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقال الخبر الذي ترجمته صحيفة "عربي21"، إنه وفقا لدراسة تم الإعلان عنها في مؤتمر طبي بمدينة دبلن الايرلندية، فإن الشعور بالوحدة هو مؤشر قوي على حدوث الموت المبكر.
ووجد فريق البحث الدنماركي المسؤول عن الدراسة، أن الوحدة مرتبطة بمضاعفة خطر الوفاة عند النساء و الرجال.
وقالت الكاتبة الرئيسية للبحث، "آن فينغجارد كريستنسن"، طالبة دكتوراه في مستشفى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك: "إن الشعور بالوحدة أصبح شائعا جدا أكثر من أي وقت مضى، والعديد من الأفراد يعيشون بمفردهم".
وتابعت: "أظهرت الأبحاث السابقة أن الوحدة والعزلة الاجتماعية ترتبطان بمرض القلب التاجي والسكتة الدماغية، ولكن هذا الأمر لم يتم التحقق عنه في المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من أمراض القلب والأوعية الدموية".
وكشفت الدراسة أيضا عن أن الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة معرضون لأعراض القلق والاكتئاب أكثر بثلاثة أضعاف من الأشخاص النشيطين اجتماعيا، وهذا ينطبق على كل من الرجال والنساء، ونجد أن نوعية حياة هؤلاء الأشخاص ليست بجيدة بشكل عام، بحسب الدراسة.
وتضمنت الدراسة بيانات أخذت من 13463 مريضا يعانون إما من مرض نقص تروية القلب أو عدم انتظام ضربات القلب -عدم انتظام ضربات القلب بشكل غير طبيعي- أو قصور القلب أو مرض صمام القلب.
وتم تصنيف شبكتهم الاجتماعية من خلال ربط البيانات من السجلات الوطنية بنتائج مسح DenHeart، والذي تم إعطاؤه لجميع المرضى الذين تم جمعهم من خمسة مراكز للقلب في الدنمارك بين أبريل 2013 وأبريل 2014.
وطُلب في الاستبيان من المرضى الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بصحتهم الجسدية والعقلية، بالإضافة إلى تحديد مستويات الدعم الاجتماعي.
وتم فحص مقاييس الشعور بالوحدة عبر سؤالين: "هل لديك شخص لتتحدث معه عندما تحتاج إليه؟" و"هل تشعر أنك وحيد في بعض الأحيان رغم أنك تكون مع شخص ما؟".
وأشارت الباحثة "آن فينغجارد كريستنسن" إلى أنه من الضروري جمع البيانات عن المرضى الذين يعيشون بمفردهم، والذين يعيشون مع أشخاص آخرين، وذلك لأن العيش بمفردهم قد لا يؤدي بهم دائما للشعور بالوحدة، ولا يعني أن العيش مع الآخرين يحمي الشخص بالضرورة من العزلة الاجتماعية.
وقالت: "إن الشعور بالوحدة هو مؤشر قوي على الوفاة المبكرة، وتراجع الصحة العقلية، ونوعية حياة أقل لدى مرضى القلب والأوعية الدموية، ومؤشّر أقوى بكثير على العيش وحيدا، في كل من الرجال والنساء".
وختمت حديثها بالقول: "نحن نعيش في وقت تكون فيه الوحدة أمرا شائعا، ويجب على مقدمي الرعاية الصحية أخذ ذلك في الحسبان عند تقييم المخاطر، حيث توضح دراستنا أن طرح سؤالين حول الدعم الاجتماعي يوفر الكثير من المعلومات حول احتمال وجود نتائج صحية سيئة ".
يتذكر أن هذه الدراسة تم تقديمها في مؤتمر EuroHeart 2018، وهو المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب.