خلصت نتائج دراسة علمية حديثة إلى أن الأطفال الذين يكذبون هم في الغالب أكثر ذكاء من أقرانهم الذين يقولون الحقيقة. ويبرر الباحثون ذلك بأن الكذب يحتاج للكثير من الذكاء والخيال. كيف ذلك؟
يلجأ بعض الناس للكذب في الكثير من الحالات، ويكذب الكبار في المتوسط بمعدل 200 مرة في اليوم. لكن دلالة الكذب عند الكبار تختلف عن ما هو عليه الحال عند الأطفال. فحسب الدراسة التي قام بها الطبيب النفسي تريسي ألواي من جامعة نورث في فلوريدا فإن الكذب "يعد مؤشرا على ذكاء الأطفال".
وشارك في هذه الدراسة 135 طفلاً تبلغ أعمارهم بين 6 و7 سنوات وتم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة "علم النفس التجريبي للأطفال". وفي هذه الدراسة تم توزيع أوراق اللعب على الأطفال وفسح لهم المجال لاختلاس النظر في أوراق منافسيهم، ولم يكونوا يعرفون بأنهم مراقبين بواسطة كاميرا خفية.
وبعدها سأل المشرفون على التجربة الأطفال هل كانوا ينظرون إلى أوراق منافسيهم أم لا؟ واستنتج الباحثون أن الأطفال الذين اعترفوا بذلك، هم أقل ذكاء من الأطفال الذين كذبوا ونفوا الأمر، نقلاً عن الموقع الإلكتروني للمجلة الألمانية "فوكوس".
وبالنسبة للباحثين فإن الكذب يتطلب درجة كبيرة من الذكاء، لأن الكذاب يحتاج لذاكرة قوية وإلى الخيال الواسع. وبالنسبة للأطفال الذين يتمتعون بذاكرة قوية يمكنهم تبرير الكثير من الأشياء بالكذب ويعرفون كيف يخرجون من الورطة التي سقطوا فيها.
وتوصي موريتز داوم الباحثة المتخصصة في علم النفس التنموي بجامعة زوريخ بعدم "تذمر الآباء من أطفالهم لما يكذبون ومعاقبتهم على ذلك". فلما يعرف الأطفال أنهم لن يعاقبوا على سلوكياتهم يقولون الحقيقة. ولما يعاقبون تظهر لديهم المخاوف من اكتشاف الحقيقة فيما بعد، ما يدفعهم إلى الابداع في الكذب، وهو ما يمكن أن يتحول إلى حالة مرضية وعادة في مرحلة المراهقة، نقلاً عن موقع "إذاعة وتلفزيون وسط ألمانيا".
ورغم أن الكذب يمكن أن يكون مؤشراً على الذكاء، ينصح الخبراء الآباء بأن يكونوا قدوة لأبنائهم ويعودونهم على قول الحقيقية حتى ولو كانت مرة.