كثير من الناس يعرفون فوائد الثوم، إلا أنهم يجهلون أفضل طريقة لتناوله وأثر ذلك على الجسم، لما له من أهمية وتأثير على الصحة.
ولطالما أكدت الدراسات فوائد الثوم النيء، وبحسب باحثين في كلية الطب في جامعة "كونيتيكيت" الأمريكية، فإنه يحمي القلب من الأمراض شريطة تناوله نيئا بعد هرسه.
وأشارت أخصائية التغذية دانة بردقجي إلى أن الثوم النيء مفيد لصحة الإنسان أكثر من المطبوخ.
وتابعت في حديثها لـ"عربي21" بأن "الثوم النيء من أفضل مضادات الأكسدة، ولكن الآثار الجانبية التي ذكرتها الدراسة، قد تظهر عند تناوله بشكل كبير أو مبالغ فيه بهدف العلاج أو الفائدة الكبرى".
ولفتت إلى أنه يفضل أن يتناول الإنسان الثوم النيء بكميات قليلة، على الأكثر فصا واحدا يوميا، أما إذا كان مطبوخا فيجب زيادة الكمية للاستفادة من عناصره الغذائية.
وأكدت أن الثوم يفقد الكثير من مكوناته الغذائية أثناء تحضيره بالطبخ، لذلك من الأفضل استخدامه نيئا، ولكن بكميات قليلة.
ولكن ما يمكن تسليط الضوء عليه في هذا التقرير أيضا، الطرق السليمة لتناول الثوم، للاستفادة منه بالوجه الصحيح، فقد أشارت دراسة حديثة نشرها موقع "بولد سكاي" الأمريكي إلى أن تناول الثوم النيء بكميات زائدة عن الحد الطبيعي قد يضر الجسم، وله آثار جانبية.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، فإن أضرار تناول الثوم النيء كما يأتي:
تأثيره على الكبد
بحسب الدراسة ذاتها، فإن الاستهلاك الزائد من الثوم قد يؤدي إلى ضرر في الكبد، وهو واحد من أكثر الأجهزة الحيوية في الجسم.
وسبق أن ذكرت دراسة هندية ملاحظة مفادها أنه "إذا تم استهلاك الثوم بكميات كبيرة، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تسمم الكبد، لأنه يحتوي على الأليسين، وهو مركب إذا كان بكميات عالية يمكن أن يضر الكبد".
التسبب بالإسهال
وأكدت الدراسة أن تناول الثوم على معدة فارغة يمكن أن يُسبب الإسهال، مشيرة إلى أنه لا ينبغي للناس الذين يعانون من الغازات بشكل مستمر أن يتناولوا الثوم، وذلك لأنه يحتوي على "فركتانز"، الذي يمكن أن يسبب الانتفاخ والغازات في المعدة.
ونصحت الدراسة الأشخاص الذين يعانون من الغازات، بتقليل تناولهم للثوم.
غثيان وقيء وحرقة
ونقلت الدراسة عن المعهد الوطني للسرطان في أمريكا، أن استهلاك الثوم الطازج أو زيته على معدة فارغة يمكن أن يؤدي إلى حرقة المعدة والغثيان والقيء.
وذكر تقرير نشرته كلية الطب في جامعة هارفارد، أن الثوم له مركبات معينة يمكن أن تسبب مرض "الارتداد المعدي المريئي".
التسبب بالنزيف
وحذر المركز الطبي في جامعة ميريلاند الأمريكية من تناول الثوم مع الأدوية التي تميع الدم، ذلك لأن الثوم يمكن أن يزيد من خطر النزيف، ولا ينبغي أن تستهلكه لمدة أسبوعين على الأقل بعد إجراء عملية جراحية، لأنه قد يضاعف من ضغط الدم.
مشاكل في المعدة
وأوردت الدراسة أيضا أن تناول الكثير من الثوم الطبيعي يمكن أن يكون له آثار سلبية على صحة المعدة، لأنه يحتوي على مادة "فركتان" التي يمكن أن تهيّج الجهاز الهضمي والمسالك.
ويمكن أن يسبب الثوم مشاكل في الهضم إذا كان بكميات كبيرة، ولذلك يجب التخفيف من تناوله في الأطعمة.
التسبب بالدوران
ووفقا للدراسة، فقد ظهرت آثار جانبية لتناول الثوم على بعض الناس، منها الدوخة والدوران.
ونقلت عن خبراء إشارتهم إلى أن هذا يمكن أن يكون بسبب التناول المفرط للثوم الذي قد يخفض ضغط الدم.
ومن الأعراض الشائعة لانخفاض ضغط الدم الدوخة، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون منه وضع هذا في عين الاعتبار.
التسبب بطفح جلدي
وأكدت الدراسة أن الاستهلاك المفرط للثوم الطبيعي يمكن أن يهيج الجلد، وأن يتسبب ربما بالطفح الجلدي في اليد، والأكزيما أيضا، وذلك لاحتوائه على إنزيم يسمى "ألين لياز" الذي يسبب تهيجا في الجلد.
وقد تحدث ردود فعل تحسسية خفيفة أيضا إذا تناولت الكثير من الثوم، ولذلك عليك تناوله بكميات محدودة، بحسب الدراسة.
الصداع
وأصافت الدراسة أن أكل الثوم الخام قد يسبب لك الصداع النصفي "الشقيقة"، فهو قد يحفز العصب التوأمي الثلاثي لإفراز جزئيات إشارة عصبية تسمى "نيوروبيبتيدس"، التي تؤدي لتسارع في الغشاء الذي يغطي الدماغ والذي يسبب الصداع النصفي.
اضطرابات في الرؤية
وربما يؤدي أيضا الإفراط في تناول الثوم إلى إصابة العين "بالتحدمية"، وهذه الحالة تسبب نزيفا داخل غرفة العين التي هي المسافة بين القرنية والقزحية، بحسب الدارسة ذاته.
وأشارت إلى أن هذه الحالة يمكن أن تسبب أيضا فقدان الرؤية، وهذه من الآثار الجانبية للثوم الخام.
تأثيره على المرأة الحامل
تناول الثوم بكميات كبيرة يمكن أن يؤثر على الحمل، إذ إنه يزيد من آثار تميع الدم والتي يمكن أن تهدد حياة الأم والجنين، لذلك يجب على النساء الحوامل أو المرضعات تجنب الثوم خلال هذه الفترة، لأنها قد تسرع عملية الولادة أيضا.
يشار إلى أن الثوم يحتوي على العديد من المعادن الأساسية مثل: الكالسيوم والحديد واليود والكبريت، ما يساعد في الحد من العديد من الأمراض.
ويفيد الثوم الجسم بطرق عدة تشمل: خفض ضغط الدم والكوليسترول، ومكافحة العدوى وتعزيز الجهاز المناعي.
يذكر أنه انتشرت في الآونة الأخيرة أشكال متعددة من الثوم، بعضها حبوب دوائية منزوعة الرائحة، وأخرى من الثوم المطحون.