عندما عُثر في الخامس من سبتمبر/أيلول 2017، على جثة رجل داخل قبر محفور بحديقة إقليمية في ولاية ماريلاند الأميركية، وُجد أنه يحمل أكثر من 100 طعنة.
ولدى سماع تفاصيل هذه الجريمة تقشعر الأبدان، فقد تم قطع رأس الرجل، ثم انتزاع قلبه والإلقاء به في القبر، حسبما ورد بالصحف.
أما فيما يتعلق بهوية مرتكب هذه الجريمة الوحشية، فقد أشارت الشرطة المحلية إلى اسم غامض وهو "إم إس-13" (MS-13)، الذي يعتبر اختصاراً لكلمة "مارا سالفاتروتشا" (أي العصابة السلفادورية)، التي تعتبر من بين العصابات الأكثر عنفاً ووحشية في الولايات المتحدة.
عصابة "إم إس-13" السلفادورية الأصل، معروفة بتصنيفها ضمن أعنف العصابات في الولايات المتحدة الأميركية، حسب تقرير لمجلة L'Obs الفرنسية.
شعارها قتل،و سرقة، واغتصاب، إنها عنيفة لدرجة أنها أصبحت إحدى حجج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المفضلة ضد الهجرة، وضمنها مشروعه لإقامة جدار على الحدود مع المكسيك.
وقد تم القبض على أحد أعضائها المزعومين، ميغيل أنخيل لوبيز-أبريغو، يوم الأربعاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، والمتهم بأنه وجَّه الطعنة الأولى للضحية مجهولة الهوية، وقد تم احتجاز المتهم دون إمكانية للإفراج عنه.
نشأةٌ رومانسيةٌ تسبب فيها أداء الشرطة
نشأت هذه العصابة في ولاية كاليفورنيا الأميركية بسبب حاجة المهاجرين السلفادور للحماية من العصابات المنافسة في لوس أنجلوس، أي إنها تشكلت بهدف القيام بدور كان يفترض أن تقوم به الشرطة .
وكان أعضاؤها المؤسسون قد هربوا من الحرب الأهلية التي اجتاحت السلفادور في الفترة الممتدة بين عامي 1979 و1992، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ذا صن" البريطانية.
عدد أعضائها يعادل جيش دولة واحدة
"إم إس-13" سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة؛ بسبب أعمالها التي تتسم بالعنف الشديد.
وقد تم ترحيل العديد من أعضائها المُدانين في الأراضي الأميركية؛ لارتكابهم جنحاً أو جرائم، إلى السلفادور.
وسمحت هذه الترحيلات الجماعية لجماعة "إم إس-13" بالتمركز والتطور في بلدان مختلفة من أميركا الوسطى (مثل هندوراس وغواتيمالا والسلفادور...) خلال فترة التسعينيات.
وحسب صحيفة "ذا صن"، لا يزال من الصعب اليوم تحديد عدد المنتسبين لهذه العصابة؛ إذ تحدث مكتب التحقيقات الفيدرالي عن وجود 30 ألف عضو في العالم، وهو ما يعادل حجم جيوش عدد كبير من دول العالم، مثل بلجيكا التي يبلغ عدد جيشها نحو 29 ألف عسكري، وأقل قليلاً من تونس التي بلغ حجم جيشها نحو 34 ألفاً.
وتقول إدارة ترامب إن العصابة لديها نحو 10 آلاف عضو داخل الولايات المتحدة الأميركية. وهو رقم لم يتردد دونالد ترامب في استغلاله كدافع لتبرير سياسته الهجرية المتشددة.
استغلال لأفضل ما في سياسات الهجرة
وحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، نجحت "إم إس-13"، عبر استغلال سياسات لمّ شمل الأسر، في الانتشار بمختلف الدول الأوروبية، وذلك منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقد بلغ عدد أعضائها في إسبانيا نحو 3 آلاف عضو، بينما وصل عددهم في البرتغال إلى 2000 عضو.
وتتمثل العلامة المشتركة بين مختلف رجال العصابة في اعتمادهم وشماً على الجسم بالكامل، يُظهر انتماءهم إلى هذه العصابة بكل فخر.
وابتزاز وسرقة وجنس.. ولكنهم متمسكون بجريمتهم المفضلة
على الرغم من أنه يُفترض أن السلفادوريين وحدهم هم الذين يمكن أن يصبحوا أعضاء في "مارا سالفاتروتشا"، فإن العصابة أصبحت تضم الآن رجالاً من الإكوادور، وغواتيمالا، وحتى من هندوراس والمكسيك.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، يتم "تجنيد" المزيد من عمال المناجم على الحدود السلفادورية؛ لينضموا إلى صفوف "إم إس-13".
وحسب ضابط الشرطة السابق، فيليب هولواي، لـ"فوكس نيوز"، فقد باتت "(إم إس-13) من بين أخطر العصابات الإجرامية، والأكثر انتشاراً في العالم".
كما أشار إلى الشعار الصريح للعصابة: "ماتا، روبا، ألتو، كونترولا" ("أي قتل، سرقة، اغتصاب، سيطرة") والتي تتراوح أنشطتها بين الاتجار بالمخدرات، والابتزاز، والسرقة وتجارة الجنس، غير أن المنظمة لا تزال معروفة أساساً بعمليات القتل الوحشية.
لماذا وصفهم ترامب بأنهم "حيوانات"؟
في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أعلنت السلطات الأميركية القبض على 214 مجرماً، وقد تمت هذه العملية بالتعاون مع الشرطة السلفادورية، التي اعتقلت بالفعل 53 عضواً من العصابة في شهر سبتمبر/أيلول 2017.
ولقَّب دونالد ترامب أعضاء "إم إس-13" بأنهم "حيوانات"، متخذاً منهم حجة تؤكد خطر الهجرة غير الشرعية على أمن الولايات المتحدة الأميركية. كما استخدم الرئيس الأميركي هذه الحجة باستمرار لتبرير بناء جدار على الحدود مع المكسيك.