بدأت وكالة الفضاء الاتحادية الروسية "روسكوسموس" استعراض خطط بناء فندق 5 نجوم على متن المحطة الفضائية، لتبدأ استقبال السياح بحلول عام 2022.
 
لكنَّ الإقامة داخل هذا الفندق وفق تقرير صحيفة دايلي ميل البريطانية لن تكون زهيدة الثمن؛ إذ سيدفع السائح الواحد 40 مليون دولار مقابل الإقامة لمدة تمتد بين 7 إلى 14 يوماً. وستُكلف الزيارة الممتدة لشهر المسافرين مبلغاً إضافياً يصل إلى 20 مليون دولار.
 
وسيضم "الجناح المداري الفاخر" أربع كبائن خاصة، يبلغ حجم الواحدة منها مترين مكعبين، مزوَّدةً بكُوَّة خاصة حتى يتسنَّى للسياح مشاهدة كوكب الأرض.
 
سيضم الفندق الفاخر ردهةً تحوي نافذةً ضخمة يصل سمكها إلى 16 بوصة، بالإضافة إلى محطتين مختصتين بـ"النظافة ومتطلبات العلاج الطبي".
 
سيحتوي الفندق أيضاً معدات التمارين الرياضية وإنترنت واي-فاي، وفقاً لتقريرٍ نُشر في مجلة "بوبولار ميكانكس" الأميركية.
 
وبالإضافة إلى أنَّ الزائرين سيكون بمقدورهم النظر إلى الأرض من نقطةٍ مرتفعة على بُعد 220 ميلاً (350 كيلومتراً) فوق الأرض، ستتاح لهم الفرصة للمشاركة في نزهاتٍ في الفضاء، حسب الدايلي ميل.
 
بشكلٍ عام، سيزن الفندق 20 طناً، بطولٍ يبلغ 15.5 متر، شاغلاً مساحة تمتد إلى 92 متراً مكعباً، الضغط داخلها يعادل الضغط الجوي.
 
وتصل تكلفة الفُندق حسب التقديرات إلى ما يتراوح بين 16.4 و26.2 مليار روبل (ما يعادل 280.5 و448.8 مليون دولار أميركي). وتقول وكالة الفضاء الروسية إنَّ الفندق سيُموَّل من الاستثمارات الخاصة والعامة.
 
وترغب شركة "آر كيه كيه إنيرجيا"، المُتعهِّد الرئيسي الروسي لمحطة الفضاء في الحجز لـ12 مسافراً على الأقل، مقابل دفع 4 ملايين دولار مُقدماً.
 
ومن المُقترح في الوقت الحالي أن يُفتتح الفندق في عام 2021.
 
وبحسب ما نشرته مجلة "بوبولار ميكانكس"، تُقدر شركة "آر كيه كيه إنيرجيا" أنَّ الأمر سيستغرق 5 سنواتٍ على الأقل، لبناء الوحدة السياحية، ما يعني أنَّه إذا بدأ العمل على الفور سينتهي بحلول عام 2022.
 
جديرٌ بالذكر أنَّ محطة الفضاء ليست المكان الوحيد الذي تُركز عليه روسيا في مجال السفر إلى الفضاء في المستقبل؛ ففي الشهر الماضي، تبيَّن أنَّها تعمل على بناء سفينة فضاء بتكلفة 30 مليون جنيه إسترليني (40 مليون دولار)، لاستكشاف القمر كجزءٍ من خطتها الطموحة لتصبح قوةً عظمى في مجال الفضاء.
 
ستكون مهمة المركبة التي تحمل اسم "لونا-25" استكشاف القطب الجنوبي من القمر، وجمع عيناتٍ من التربة لتحليلها على الأرض.
 
ولن يسافر أيٌّ من رواد الفضاء في هذه البعثة، التي ستنطلق بعد 40 عاماً من مهمة موسكو الأخيرة إلى القمر في مركبة لونا-24.
 
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "تاس"، ستعمل مركبة لونا-24 بدلاً من ذلك كمحطة فضائية تعمل بشكلٍ آلي على توجيه الطائرات بدون طيار.
 
ومن المتوقع إطلاق المركبة في عام 2020.
 
هذا وقد أعلنت روسيا من قبل عن خططها لاستيطان القمر بحلول عام 2030 القادم من خلال وضع قاعدةٍ هناك.
 
وفي العام الماضي 2016، قالت وكالة الفضاء الأوروبية إنَّها كانت مهتمة بالانضمام إلى مساعي روسيا.
 
في حين ترغب روسيا في جلب سائحي الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية بحلول عام 2020، يطمح البعض الآخر في توفير أماكن أخرى.
 
ففي وقتٍ سابق من هذا العام، أكَّد ريتشارد برانسون رجل الأعمال البريطاني وجود خطط لإطلاق الناس في الفضاء في عام 2018.
 
وفي حديثة إلى وكالة الأنباء الدولية "بلومبيرغ"، قال برانسون: "لن يكون بمقدورنا بناء ما يكفي من سفن الفضاء. الطلب متزايد بشكلٍ كبير".
 
وذكر برانسون أنَّ شركتي "سبيس إكس" الخاصة بإيلون ماسك، وبلو أوريجين التابعة لجيف بيزوس -وهما اثنان من أكبر المنافسين لشركة فيرجين غالاكتيك التي تعتزم تقديم رحلاتٍ خاصة إلى الفضاء- سيمكنهما سد هذه الفجوة.
 
وأضاف برانسون: "هناك بالتأكيد حاجة إلى الشركات الثلاث معاً. يمكننا أن نُقلِع بعد إشعارٍ مدته 24 ساعة، ونضع قمرين اصطناعيَّين هناك، ثم نعود مرةً أخرى. وبتقنيات إطلاق الصواريخ الحالية، ستكون هناك فترات انتظار طويلة جداً بالفعل. ولكن إيلون يملك صواريخ أكبر، ما يجعله متفوقاً في هذا المجال".