نشهد مساء الاثنين 30 مايو /آيار ما يسمى بظاهرة التقابل حيث تكون الشمس والأرض والمريخ على خط واحد. ويبدو الكوكب الأحمر (المريخ) في السماء أكبر وأكثر وضوحا وحمرة. وإلى جانبه، يمكن مشاهدة كوكب آخر هو زحل. وهي فرصة لجميع محبي سبر أسرار الكون لرؤية "الكوكب الشقيق" بسهولة دون أي منظار.
يصل كوكب المريخ مساء الاثنين إلى أقرب نقطة له من الأرض منذ عام 2005 ليكون على بعد 75,3 مليون كيلومتر فقط من كوكبنا الأزرق. بعد غروب الشمس، انظروا باتجاه الجنوب الشرقي، فمن الصعب أن تخطئوا موقع الكوكب الأحمر الذي يبدو كبيرا في السماء وبضوء أصفر ساطع مائل للحمرة يشبه ضوء نجم من النجوم، لكن بوميض أقل.
وفي ظاهرة نادرة، وفي آن واحد مع المريخ، يمكن كذلك رصد زُحل، الكوكب الآخر الشهير في مجموعتنا الشمسية. ويظهر زُحل بلمعان ذهبي اللون أقل بقليل من كوكب المريخ. ويصل الكوكب ذو الحلقات المذهلة إلى النقطة الأقرب إلى الأرض في 3 يونيو/حزيران المقبل حيث ستصل المسافة بين الكوكبين إلى 1,35 مليار كيلومتر تقريبا.
مسافة أقل السنة المقبلة
وتحدث ظاهرة التقابل مع المريخ مرة كل 26 شهرا تقريبا. لكن المسافة التي تفصلنا عن الكوكب تختلف في كل مرة نحاذي فيها جارنا بسبب اختلاف مداريْ الكوكبيْن البيضاوييْن. ويستغرق الكوكب الأحمر ضعف المدة التي تحتاجها الأرض للدوران حول الشمس. واقترب المريخ من الأرض في أغسطس/آب 2003 لتضيق المسافة بينهما إلى 56 مليون كيلومتر فقط وسيحتاجان لنحو 300 عام أخرى حتى يقتربا بهذا الشكل مجددا. لكن قبل ذلك، وفي شهر يونيو/حزيران من العام المقبل، لن تتجاوز المسافة بين الجرميْن 58 مليون كيلومتر.
وبدأ المريخ اقترابه من الأرض منذ أسابيع ليصل اليوم الاثنين إلى النقطة الأقرب قبل أن يُعاود الابتعاد تدريجيا.