نشرت صحيفة "بارنتس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن المشاكل التي يشتكي منها الآباء والأمهات فيما يتعلق بتصرفات أبنائهم ورفضهم الإصغاء لتوجيهاتهم ونصائحهم، حيث يعود سبب هذه التصرفات إلى الأسلوب الخاطئ في إعطاء الأوامر والتعامل مع الصغار.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الآباء والأمهات يتساءلون حول كيفية جعل أبنائهم مطيعين ودائما ما يبحثون عن سبل تساعدهم في ذلك. وفي هذا السياق، صرّحت إحدى الأمهات أنها "تجد صعوبة في التعامل مع طفلتيها، لاسيما فيما يتعلق بضبط السلوك". وأضافت أن "أكثر ما يقلقها هو تكرارها بشدة للأوامر المتعلقة بارتداء الثياب أو غلق جهاز التلفاز أو فرش الأسنان".
وذكرت "بارنتس" أن هذه الأم لا تريد أن تكون مثل ذلك النوع من الأمهات اللاتي يصرخن في وجه أطفالهن، بل تفضل أن يتم طاعتها دون استعمال أساليب قاسية. وقد تحدثت هذه الأم عن عنائها الشديد وشعورها بالمرارة لعدم استطاعتها السيطرة على هذا الموقف؛ الأمر الذي جعل أم صديقتها تقترح عليها اللجوء إلى كتاب "كيف تتحدث فيصغي الصغار إليك وتصغي إليهم عندما يتحدثون" الذي كتبته سيّدتان من رواد التربية والتعليم "إلين مازليش" و"أديل فابر" والذي أصبح يستعين به الآباء والأمهات كافة.
وأفادت الصحيفة بأن هذا الكتاب كان له الفضل الكبير في إعادة الأمور إلى نصابها، إضافة إلى ورشات العمل التي تُنظم كل ليلة ثلاثاء في منزل أحد الأمهات لمدة 90 دقيقة على مدى سبعة أسابيع؛ تروي خلالها كل أم تفاصيل معاناتها مع أطفالها بعد أن تسجلها على قرص ليزري وتعرضها على مجموعة من الأمهات المشاركات في ورشة العمل.
والجدير بالذكر أنه يتم قراءة أجزاء من التسجيل بهدف مناقشتها لاحقا وتطبيق المهارات التي تم اعتمادها من الكتاب، مع تخصيص محاور تتمثل في كيفية التعامل مع المشاعر والعقاب. وقد جذبت الأمهات، من خلال تطبيق المحاور الموجودة بهذا الكتاب، اهتمام الأطفال وهو ما أكّدته السيدة "كاري" إحدى الأمهات المشاركات في الاجتماع.
وأعطت الصحيفة لمحة حول بعض السُبل التي أثارها الكتاب، والتي تتمثل في خمسة طرق فعالة تجعل ابنك مطيعا، مرفقة بنصائح ناجعة تساعد الأولياء على التوصل إلى أفضل طريقة للتعامل مع الأطفال.
وحول الطريقة الأولى، تحدثت الصحيفة عن أسلوب "قلها بكلمة واحدة"، وهي طريقة تنصح بعدم الإصرار في طلب أمر معين من الأطفال وتكرار العبارات مرارا وتكرارا. وعلى عكس ذلك، فإن كلمة واحدة ستفي بالغرض، لأن الأطفال لطالما كانوا بحاجة فقط إلى تذكير بسيط.
أما الطريقة الثانية فتتمثل في "تحفيز الطفل"، وهو أسلوب يؤكد على أهمية توفير الحقائق والمعلومات للأطفال وإظهار الجانب الخاطئ في أفعالهم وتجنب إعطاء الأوامر الصارمة للأطفال. كما ينبغي للوالدين توعية أطفالهم بالنتائج السلبية الممكنة لأفعالهم الخاطئة.
ويُضاف إلى هذه القائمة أسلوب "منح الطفل الخيار". ينصح هذا الأسلوب بعدم استخدام التهديدات والعقوبات ضد الطفل، لأنه في حال كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك ولن ينصاع لأوامر والديه إلا باستعمال التهديد. كما أنه من الممكن أن يصبح الطفل غير مطيع لأنه قد تعود على ذلك.
علاوة على ذلك، تحدثت الصحيفة في النقطة الرابعة عن طريقة أخرى ناجحة تتمثل في "الإعلان عن توقعاتكم"، ويُنصح في هذه الحالة بالسماح للطفل بأن يعرف خطتك في وقت مبكر. وقد صرّحت "إيمي"، إحدى الأمهات المشاركة في ورشات العمل، أنها تسمح لطفلتها بمشاهدة التلفاز فقط في حالة تذكيرها مسبقا أنها ستنشغل في القيام بعمل معين وأنها تتوقع منها أن تكف عن مشاهدة التلفزيون فور انتهائها. والجدير بالذكر أن "إيمي" أكدت على نجاح هذه الإستراتيجية.
وفي النقطة الخامسة، أشارت الصحيفة إلى طريقة أخرى تساهم في جعل الأبناء يطيعون آباءهم والتي تتمثل في "مراعاة مشاعرهم"، إذ أن هذه الطريقة ترتكز على توعية الآباء بأهمية مشاركة مشاعرهم مع أولادهم إذا كانوا يريدون طفلا مطيعا يستمع إليهم. كما أنه من المهم للطفل أن يعلم أنه قد تم الاستماع إليه وفهمه، وفي حالة واصل الطفل بكاءه وطلبت منه السكوت فأنت بذلك لا تراعي مشاعر طفلك مما يجعله يستاء ويواصل عناده.
وبيّنت الصحيفة أن التطبيقات والنماذج العملية تهدف إلى الوصول إلى نفسيات الأطفال وكسب قلوبهم بأفضل الطرق اعتمادا على عبارات مناسبة من شأنها أن تشدّ انتباه الأطفال، حيث ستساعدك على الاستماع إلى همومهم، فضلا عن إيجاد بديل لأسلوب العقاب.