بحسب تقرير سنوي لرابطة أمهات المختطفين 2017 اختطف الحوثيون خلال العام 6331 بمعدل 18 مختطفا يوميا، التقرير أضاف أن أكثر من 1365 مختطفا قتلوا أو أصيبوا بإعاقات دائمة كالشلل وفقدان الذاكرة أو توفوا تحت التعذيب فضلا عن أنواع أخرى ودرجات مختلفة من إصابات التعذيب الجسدي، وفي التدقيق عن نوعية المستهدفين بالتعذيب بحسب الرابطة فإن النسبة الأولى التي عذبها الحوثيون هم النشطاء بعدد 463 تلتها مباشرة فئة العمال بعدد 366 عاملا حتى نهاية 2017م. بمعنى أن الحوثيين يقتلون أو يصيبون بإعاقة دائمة كل يوم مختطفا على الأقل، في نزعة إجرامية متوحشة لم تشهد اليمن لها مثيلا، في كل صراعاته التي لا تكون الإمامة طرفا فيها.
 
في تفسير التوحش والإجرام الحوثي الإمامي  فجذوره مذهبية فكرية من صميم معتقدات الجماعة السلالية التي تدعي أحقيتها بالحكم والسلطة، وتدعي أيضا أنها بوابة الدين والتدين والثقافة والمعتقدات والمذاهب وأنها المسئول الوحيد عن صياغة أفكار الناس واتجاهاتهم العقائدية والمذهبية والثقافية والنفسية، وهي ترى كل مخالف لها أو لا يؤمن بأفكارها كافرا مهدور الدم يستحق أشد أنواع العقاب والإيلام، ولأنها جماعة تحصر الامتيازات السياسية والاجتماعية والثقافية بنسل الهاشمية بشكل عام ونسل الهادوية بشكل خاص فإنها تعاني من عقدة الأقلية.

 
عقدة الأقلية تدفع الجماعة الإمامية الهاشمية للشعور بالنقص وبالتالي تعويضه بالعنف المفرط والغطرسة، خاصة وأنها ترى أفكارها من صميم الدين والوحي والعقيدة، ما يجعل منسوب الحنق والكراهية والتكفير لديها لدرجة لا تقبل فيها من غيرها إلا العبودية المطلقة والإذعان التام بدون شروط أو التزامات أو حتى أدنى الضوابط، مالم فإن كل شخص خارج منظومتها السلالية وخارج دائرة العبودية لديها هو "كافر بالتأويل" و هدف يجب استئصاله وتعذيبه في محاولة منها لإرغام الناس على عبوديتها المطلقة.
 
ومع ازدياد الصراع الإقليمي أضاف الحوثيون خبرة الإيرانيين المتوحشة في التعذيب والمتفننة في إنزال أشد أنواع الجرائم والآلام بحق غير أعضاء الجماعة السلالية.
 
ومن هذا المنطلق يمكن تفسير التهام الحوثيين بشكل بشع لكافة مؤسسات الدولة وإنهاء كل خدماتها التي كانت تقدم للشعب مثل الكهرباء أو التعليم أو الصحة أو الخدمات التي كانت في السوق بمقابل مادي كالغاز والوقود والغذاء وغيرها. فالحوثيون يتعاملون مع الشعب خارج بنية الجماعة السلالية ككفار تأويل بحسب عقيدتهم وبالتالي فهم لا يستحقون حتى الحياة، وحياة الشعب عبء على الحوثيين، وكانت المقولة المتداولة عن مواجهة الإمامة لمجاعة أربعينيات القرن الماضي: من مات جوعا فهو شهيد ومن عاش فهو طليق.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر