يطلق الحوثيون صواريخ إيرانية على السعودية واليمن ويستمرون بالانقلاب ويتاجرون بأزمات البلد والشعب الطاحنة، ويريدون من خلال هذه الاستراتيجية وقفا للحرب العربية ضد إيران في اليمن، وعكسه مقال وزير الخارجية الإيراني بالدعوة إلى حوار وفق هذا المنظور عقب إطلاق الحوثيين لسبعة صواريخ على السعودية بساعات قليلة وأكد فيه رغبة طهران على الحوار الآن على هذا الأساس أو لن توجد مشتركات في المستقبل من أجل يبنى عليها حوار. وبالحالين سينتقلون هم بصراعاتهم إلى مرحلة جديدة من الحرب الإيرانية ضد العرب في الجزيرة والخليج.
دلالة توقيت إطلاق الصواريخ في الذكرى الثالثة للحرب لا تخفى على أحد وهي أن النزعة الإيرانية القائمة على تقويض الدول العربية مستمرة بمليشيات محلية أنشأتها إيران لهذا الغرض تحديدا، كون المليشيات لديها القدرة التامة على تقويض الاستقرار ومؤسسات الدولة بتكاليف قليلة دون أي التزامات مترتبة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا على هذا التخريب، لكنها بنفس الوقت مكلفة جدا للدولة الوطنية العربية وقد تؤدي للانهيار كما هو حاصل في اليمن.
إن الاعتقاد الإيراني والحوثي بأن هذه الاستراتيجية فعالة في اليمن ضد الشعب اليمني والسعودية تتضاءل فرص النجاح أمامها باستمرار، لأنها حرب تتعلق بوجود حياة شعب بأكمله يقاومها. أما السعودية فلديها القدرة على الاستمرار في هذه الحرب الوجودية بالنسبة لها أو كمال قال العميد أحمد عسيري : لا يمكننا الانسحاب من اليمن، وتوافق كل متطلبات الشرعية الدولية والقانونية وجاءت بطلب يمني. وليس لها من خيار سوى الانتصار الحاسم المتمثل بإنهاء القدرات العسكرية الحوثية وتنظيمها المسلح.
ورغم أن الحرب في اليمن تبدو ظاهريا دخلت أفقا مسدودا على مستوى السيطرة على الأرض لكن الحقيقة أن عشرات آلاف الضربات الجوية على مليشيات الحوثي تضعف من قدراته العسكرية الضخمة التي استلبها من نظام صالح وتكبد عشرات القتلى والجرحى يوميا في جبهات لا يستطيع فيها الحوثيون التقدم أمتارا قليلة. بالمقابل أثبت معارك تحرير بيحان والساحل الغربي والمعارك الأخيرة في الجوف مدى قدرة الجيش الوطني على الانتصار والتفوق الحاسم على الحوثيين في المعاقل المهمة والجغرافيا الحيوية للحوثيين.
أكثر من ذلك ليس هناك ما يمكن للحوثيين وإيران تقديمه كتنازل في اليمن من أجل السلام المستدام، ذلك أن طبيعة المليشيا الحوثية كذراع إيراني منذ النشأة وظيفي للحرب وزعزعة الاستقرار، ولذا اتجهت هذه الجماعة إلى خلق سلسلة من الحروب بعد إسقاطها صنعاء وإمساكها بزمام ومقدرات الدولة فعليا، وتفعل ذلك مجددا بوجود المبعوث الدولي مارتن غريفيث لمحاورتها، وبالتالي فإن الحرب ستستمر حتى تحقيق أهدافها باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وتحقيق الأمن والاستقرار باليمن بما لا يهدد الخليج والأمن العربي.
اقراء أيضاً
كيف يهزم العصيان المدني الحوثيين؟
تهديد الحوثي ككلب بلا أنياب
كي لا يخطف الحوثي المبعوث الأممي