يستطيع الراصد الحصيف أن يتيقَّن من ظاهرة عجيبة، اِذ ْ كلما أحتضن "عفاش" أحدهم أو تبنَّاه أو قرَّبه اليه، اِما هرب منه أو تمرَّد عليه.. وفي الغالب يغدو خصماً شرساً أو عدُّواً لدودا..!
ترى ما السرُّ الكامن وراء هذه الظاهرة؟
هل حُضن الحاضِن.. أم حضانة المحضون؟
والأمثلة عديدة.. ومعروفة.. ومعظمها لم يكن مُتوقَّعاً أن يتحوَّل أصحابها من الضدِّ الى الضدِّ في مضمار علاقتهم بالرجل.. غير أن النموذج الأخير كان في بؤرة التوقُّع المؤكَّد والحتمي منذ البدء.
يومها، قال بعضهم لعفاش إن "أحمد محمد علي الحبيشي" سينقلب عليك كما أنقلب على الذين من قبلك، ومنهم من أحسن اليه وأجزل له وطبطب عليه أكثر منك. وستراه كيف سيتحوَّل من صوت في فمك وسوط في يدك الى خنجر مثلوم في سويداء قلبك أو سلسلة ظهرك.. فهذا هو ديدنه، وتلك شيمته وعنوان سيرته..!
كان ثلاثة من أصحابي ممن قال ذلك للرجل من بين عديدين.
لم يهتم عفاش يومها بما قيل، أو أنه لم يُصدِّق ما قيل.. لكن الذي توقَّعه القائلون قد حدث بالفعل وبالصورة المكرورة ذاتها وكالعادة المعهودة نفسها.
وجدتُ نفسي أتعاطف مع "عفاش" بسبب هذه الظاهرة التي غدت لعنة. غير أنني تذكَّرتُ فجأةً بأن رئيس حكومة سابقاً-في عهد عفاش- قال لي يوماً: لقد غَدَرَ عفاش بالحضن الذي منحه الدفء، واليد التي نفحته الرفعة، فلا بدّ أن يلقى المصير نفسه.
وأردف قائلاً: من غَدّرَ يُغدَر، ومن قَتَلَ يُقتَل.. ولو بعد حين.
أرعبتني العبارة !
- من صفحة الكاتب على الفيسبوك
اقراء أيضاً
اليهودي اليمني الأخير
اليمن التعيس
الحرب الضائعة في اليمن