"سنعود ياعدن، ونعيد الاستقرار للكهرباء والخدمات، وسنصرف المرتبات وسنكون معكم في السراء والضراء،ولن نيأس، أو نستكين، كما لن تقهرنا الصعاب".
بهذه الكلمات أطلق رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر مساء الخميس وعدا بعودة حكومته إلى العاصمة المؤقتة عدن،رابطا بين العودة وإعادة الخدمات وصرف المرتبات الأمر الذي يعني أن عودة الحكومة بعد بضعة أيام من مغادرة بن دغر ومحافظ عدن عبدالعزيز المفلحي وعدد من الوزراء، تعزز من وجودها وتمنحها قدرا كبيرا من الرضا في أوساط مواطني عدن والمحافظات المجاورة بقدر ما تحققه الحكومة من توفير للخدمات واستقرار للأوضاع واستئناف العمل في تطبيع الحياة العامة عبر عدد من المشروعات والبرامج.
حديث رئيس الوزراء الذي نشره في صفحته الرسمية على فيسبوك جاء بعد ساعات على اجتماع عقده رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الحكومة ومحافظ عدن، وكان مخصصا لمناقشة الأوضاع في المحافظات المحررة وفي مقدمتها العاصمة المؤقتة عدن.
الاجتماع شدد على ضرورة إنجاز الحكومة والسلطة المحلية ما قطعته من التزامات ووعود، تعذر الوفاء بها في الفترة الماضية نتيجة الفصام النكد بين الحكومة من جهة وقيادة المحافظة إبان عهد الزبيدي من جهة ثانية.
وقد كشفت الأشهر القليلة الماضية عن حراك ملحوظ في توفير الخدمات برز في تحسين وضع الكهرباء والحد من الانطفاء المتكرر بعد إدخال محطات جديدة والتسريع في أعمال الصيانة للمحطات القديمة،بالإضافة إلى تدشين عدد من المشاريع الحيوية فضلا عن البدء في إعادة إعمار عدن، وفيما عزا كثيرون ذلك النجاح إلى قدرة المحافظ الجديد عبد العزيز المفلحي وطريقته في الإدارة التي تعتمد على الإنجاز والاستمرار والتغلب على الظروف المحيطة.
ثمة ملاحظة مهمة وجديرة بالوقوف معها، وتتمثل في التناغم والانسجام بين قيادة المحافظة والحكومة وهو ما أتاح للطرفين فرصة التحرك إيجابا،خلافا لفترة اللواء الزبيدي التي ظل التباين والاختلاف هو سيد الموقف إلى حد تبادل الاتهامات في بيانات رسمية.
تدرك حكومة بن دغر ومعها قيادة السلطة المحلية في عدن أن ثمة معوقات وصعوبات تعترض الطريق،لا تخفى على كل مراقب ومتابع للوضع، وما وعد رئيس الحكومة بالعودة وإعادة الخدمات وصرف المرتبات إلا دليل على أن الحكومة لديها القدرة على الوفاء ولو بالحد المقبول من تلك الالتزامات، ذلك أن وعد الحكومة بالعودة بدا مقرونا بالعزم على مواجهة التحديات.
والتحديات في عدن ترتبط بعمل قوى داخلية وخارجية (صديقة) على شل يد الحكومة مقابل إطلاق أذرع وأجنحة مليشياوية للعبث ومنازعة السلطات الرسمية دورها وصلاحياتها،وليس منع وصول الأوراق النقدية إلى البنك المركزي بعدن عبر مطارها الدولي 13 مرة إلا دليلا على رغبة تلك القوى في إفشال أجهزة الحكومة والدفع بها إلى إعلان الهزيمة.
بيد أن بيان البنك المركزي الذي كشف عن تلك الممارسات،واجتماع الرئيس وقيادتي الحكومة والمحافظة وحديث بن دغر عن العودة المرتقبة تكشف جميعها عن تحول قادم من المتوقع أنه سيكون لصالح الحكومة وفي صالح استقرار الأوضاع وتوفير الخدمات للمواطنين.
*المقال خاص بموقع "يمن شباب نت"
اقراء أيضاً
في الذكرى الرابعة لانطلاق عاصفة الحزم
عن قريتي النازحة
الذكرى الثالثة لعاصفة الحزم