إذا أردت أن تفرق بين سلطة الدولة والسلطات التي تحاول أن تنافسها أو تحل محلها فانظر إلى حقوق الإنسان فانه كفيل بجعلك تميز بين الدولة والعصابة وان حاولت أن تتستر.
المكان الذي لا يستطيع الإنسان أن يحافظ على حياته إلا إذا تنازل عن حقوقه وكف عن المطالبة بحريته لا يمكن أن يكون محكوم بدولة ، والذين يحرمون على الإنسان بعد اختطافه التواصل مع أهله ومع العالم لا يستطيعون أن يكونوا إلا عصابة تتواجد خارج القانون وتناضل بتوحش ضد الناس.
في صنعاء هناك أشخاص اختفوا في ظروف غامضة ولمدة أشهر بقي مصيرهم مجهولا ثم قيل أنهم على وشك أن يحاكموا.. يا للعجب من يحاكمهم !! الجهة التي اختطفتهم ثم حجبتهم عن العالم ما يقارب السنتين، لا يصل أليهم محامي ولا قريب ولا يسمح لاي جهة الاطلاع على أوضاعهم.
تحاكمهم التي لم تبقي جهاز دولة ولا أحزاب ولا منظمات مجتمع مدني ولا إعلام وجردت المجتمع من أدوات الحماية فقط لتجهز على ضحاياها في الظلام ! أنها أبشع عمليات الإسقاط لفكرة القانون والحقوق وبطريقة تهدد كل إنسان في هذا العالم الذي يتفرج.
انظروا في صنعاء فلم يعد من يستطيع الاعتراض او الاحتجاج حتى أن يوسف البواب الأستاذ الجامعي لا يجد من يصرخ لأجله غير أمه، لا نقابات ولا منظمات ولا إعلام فصنعاء في لحظة خارج الزمن وأقرب للوضع الذي عاشته عام 1948 بعد تعرضها لاجتياح بقيادة احمد حميد الدين.
الأمهات وحدهن من صمدن في وجه العدوان والقهر وسياسة الكبت وسلب الكرامة، هن وحدهن من رفعن الصوت والشارة واللواء وذكرن الجميع بثورة عظيمة كان عنوانها الحقوق ومطلبها الحرية وقد مرت من هنا.
الأمهات يكشفن الزيف ويعرين الحقارة حين تتغلب وتمسك السلاح، الأمهات يكشفننا نحن أيضا في الشرعية والأحزاب والمنظمات وفي كل ألجهات حين تركنا لهن مهمة التشبث بما تبقى لنا من كرامة وذهبنا نحكي بطولاتهن فقط.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
ماذا يريد الحوثي؟
رجل التوحيد
نبش الذاكرة