اشتعلت الحرب وستستمر لأن عبد الملك الحوثي، والجماعة الهاشمية في اليمن، وجنرالات الجيش الطائفيين يعتقدون أن الحكم مسألة داخلية تخص السلالة الهاشمية، بالدرجة الأولى، والمذهب الزيدي، بالدرجة الثانية، والقبيلة بالدرجة الثالثة، وأن تلك المسألة لا بد من تدبيرها بدرجة ما داخل هذا المثلث. قبل الهجوم على صنعاء كان هذا الثالوث قد أنجز تسوية مقبولة بين أطرافه، وعرفت كل جهة من الثلاثة وظيفتها وحدود حركتها.
لم يكن صراع صالح وجنرالاته مع الحوثيين سوى تجل لأزمة داخل ذلك المثلث. يصر صالح على القول إن حروبه مع الحوثيين كانت شأناً إدارياً، وهو تعبير بالغ الدقة، حدود القبيلة، حدود السلالة ووظيفة الجنرالات.
كانت تلك هي الأسئلة التي جرى حسمها قبل سقوط صنعاء. بينما انشغل اليمنيون بمسألة مختلفة: الديموقراطية، إعادة توزيع السلطة، وكتابة دستور جديد. كان هناك حواران متوازيان حوار اليمنيين وحوار الثالوث.
لنتذكر ونحن نجتاز العام الثاني من الحرب إلى العام الثالث أنها حدثت، وستستمر، دفاعاً عن ما يعتقد الحوثي أنه حقه المطلق في حكم اليمنيين، وظيفياً وقفت معه القبائل والجنرالات، فهو لن يكون بمقدره الحكم بمعزل عنهم، فلا غنى عنهم.
من الجيد تذكر هذه الحقيقة البسيطة، فلا توجد أي أسباب أخرى للخراب الذي عم كل البلد.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
اقراء أيضاً
تفكك اليمن إلى مستعمرات ثلاث
العودة إلى تفاهة الشر
معضلات لا تستطيع القبة الحديدية حلّها